عودة إلى الأصل
صفحة 1 من اصل 1
عودة إلى الأصل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميل أن نقول المستقبل للإسلام, ولكن الأصح أن نقول العودة إلى الأصل,
ففرق في الشعور والأمل والطموح بين أن تقول أن لي مستقبل في أن
أحصل على وظيفة, وبين أن تستعيد وظيفة, كنت أنت النجم فيها والسيد
والمبدع, غير أن ظروفاً صعبةً أبعدتك عنها, وشبيه بهذا المعنى هو الفرق في
الشعور والأمل والطموح بين أن نقول المستقبل للإسلام, وبين أن نقول
العودة إلى الأصل, فالأصل في البشرية هو الاستسلام لرب العالمين, وأمّا
بُعدها وانفلاتها من العبودية لله فهو الأمر الطارئ عليها, والتي يجب أن
تفر منه إلى الله تعالى, قال ابن عباس رضي الله عنه عند تفسير قوله تعالى:
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ
مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ
فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ
الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ
لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن
يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ), "كان بين آدم ونوح عشرة قرون, كلهم
على شريعة من الحق, فاختلفوا, فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين".
إن جذور التوحيد الضاربة في أعماق الفطرة البشرية, قال صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة),
وإن كوكبة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام الذين بذلوا وضحوا حتى
أظهروا التوحيد, على مر العصور, ثم جاء خاتمهم عليه الصلاة والسلام, فأخرج
به الله تعالى البشرية من الظلمات إلى النور, ومن الضلالة إلى الهداية,
وأعاد به, وأظهر بنور رسالته التوحيد الخالص, وخلفه عليه الصلاة والسلام
أتباعه, الذين كانوا, رضوان الله عليهم, خير أمة أُخرجت للناس, يأمرون
بالمعروف, وينهون عن المنكر, ويقيمون الصلاة, ويؤتون الزكاة, ويطيعون الله
ورسوله, ثم تبعهم المؤمنون الصادقون بإحسان إلى يوم الدين, وكذا آيات الله
المبثوثة في كونه, كل هؤلاء وأولئك, ليؤكدون على أن الناس على هذه الأرض
كانوا على أحسن حال, وكانوا على الحق المبين, ولذا قال تعالى: (وَلاَ
تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا),
فالصلاح والفلاح كان هو الغالب, وكان هو شعار الناس على هذه الأرض, والضلال والفساد هو الأمر المرذول والمخذول,
وإن نفوساً تستقر فيها هذه المعاني العظيمة, وهذه الحقائق الكبيرة, حري
بها أن تُعيد مجدها الخالد, بإذن الله تعالى, وإن نفوساً تحمل هذه النظرة
الشرعية في قلوبها وعقولها, خلال عملها الدءوب لإظهار التوحيد الخالص,
لتحمل جذوة لا تطفئها صعاب الزمان وعقباته, قال تعالى: (وَلاَ تَهِنُوا
وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
جميل أن نقول المستقبل للإسلام, ولكن الأصح أن نقول العودة إلى الأصل,
ففرق في الشعور والأمل والطموح بين أن تقول أن لي مستقبل في أن
أحصل على وظيفة, وبين أن تستعيد وظيفة, كنت أنت النجم فيها والسيد
والمبدع, غير أن ظروفاً صعبةً أبعدتك عنها, وشبيه بهذا المعنى هو الفرق في
الشعور والأمل والطموح بين أن نقول المستقبل للإسلام, وبين أن نقول
العودة إلى الأصل, فالأصل في البشرية هو الاستسلام لرب العالمين, وأمّا
بُعدها وانفلاتها من العبودية لله فهو الأمر الطارئ عليها, والتي يجب أن
تفر منه إلى الله تعالى, قال ابن عباس رضي الله عنه عند تفسير قوله تعالى:
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ
مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ
فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ
الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ
لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن
يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ), "كان بين آدم ونوح عشرة قرون, كلهم
على شريعة من الحق, فاختلفوا, فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين".
إن جذور التوحيد الضاربة في أعماق الفطرة البشرية, قال صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة),
وإن كوكبة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام الذين بذلوا وضحوا حتى
أظهروا التوحيد, على مر العصور, ثم جاء خاتمهم عليه الصلاة والسلام, فأخرج
به الله تعالى البشرية من الظلمات إلى النور, ومن الضلالة إلى الهداية,
وأعاد به, وأظهر بنور رسالته التوحيد الخالص, وخلفه عليه الصلاة والسلام
أتباعه, الذين كانوا, رضوان الله عليهم, خير أمة أُخرجت للناس, يأمرون
بالمعروف, وينهون عن المنكر, ويقيمون الصلاة, ويؤتون الزكاة, ويطيعون الله
ورسوله, ثم تبعهم المؤمنون الصادقون بإحسان إلى يوم الدين, وكذا آيات الله
المبثوثة في كونه, كل هؤلاء وأولئك, ليؤكدون على أن الناس على هذه الأرض
كانوا على أحسن حال, وكانوا على الحق المبين, ولذا قال تعالى: (وَلاَ
تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا),
فالصلاح والفلاح كان هو الغالب, وكان هو شعار الناس على هذه الأرض, والضلال والفساد هو الأمر المرذول والمخذول,
وإن نفوساً تستقر فيها هذه المعاني العظيمة, وهذه الحقائق الكبيرة, حري
بها أن تُعيد مجدها الخالد, بإذن الله تعالى, وإن نفوساً تحمل هذه النظرة
الشرعية في قلوبها وعقولها, خلال عملها الدءوب لإظهار التوحيد الخالص,
لتحمل جذوة لا تطفئها صعاب الزمان وعقباته, قال تعالى: (وَلاَ تَهِنُوا
وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
نورة- عضو ذهبي
- الجنس : عدد المساهمات : 2150
21
تاريخ التسجيل : 24/08/2011
الموقع : مفاتيح الجنة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 31, 2018 1:57 am من طرف نورالايمان
» الأمل في حياة المؤمن
الثلاثاء نوفمبر 21, 2017 5:19 am من طرف نورالايمان
» منتدى انور ابو البصل الاسلامي يتشرف بانتسابكم اليه
الأربعاء أغسطس 13, 2014 9:41 pm من طرف انور ابو البصل
» اروع ما يمكن ان تشاهد وتسمع....سبحان الله
الأحد فبراير 02, 2014 1:12 pm من طرف سفيان الخزندار
» فاتبعوني الحلقة 6 - وسائل التعليم
الأربعاء سبتمبر 18, 2013 4:34 pm من طرف 3ahd
» فاتبعوني الحلقة 5 - تعامل النبي مع المرأة
الإثنين سبتمبر 16, 2013 6:36 pm من طرف 3ahd
» هل فكرنا يوما فى
السبت سبتمبر 14, 2013 3:48 pm من طرف 3ahd
» الحلقة 4 - اوقات مباركة
السبت سبتمبر 14, 2013 3:34 pm من طرف 3ahd
» كتاب الصلاة " بَابُ صفَة صَلاة النَّبي صلى الله عليه وسلم"
السبت سبتمبر 14, 2013 1:26 pm من طرف نورة