تفسير سورة الطور من الآية 29 إلى الآية 34
صفحة 1 من اصل 1
تفسير سورة الطور من الآية 29 إلى الآية 34
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتذكير قومه بالقرآن
سبب النزول:
نزول الآية (30):
{أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ }: أخرج ابن جرير وابن إسحاق عن ابن عباس: أن قريشاً لما اجتمعوا في دار النَّدْوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم،
قال قائل:
احبسوه في وثاق، ثم تربصوا به المنون حتى يهلك، كما هلك من قبله من
الشعراء: زهير والنابغة والأعشى، فإنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}.
قال قائل:
احبسوه في وثاق، ثم تربصوا به المنون حتى يهلك، كما هلك من قبله من
الشعراء: زهير والنابغة والأعشى، فإنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}.
{فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} أي فذكّر يا محمد بالقرآن قومك وعظهم به، فما أنت بإِنعام الله عليك بالنبوة وإِكرامه لك بالرسالة
{بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ} أي لست كاهناً تخبر بالأمور الغيبية من غير وحي، ولا مجنوناً كما زعم المشكرون، إِنما تنطق بالوحي ..
ثم أنكر عليهم مزاعمهم الباطلة في شأن الرسول فقال {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} أي بل أيقول المشركون هو شاعر ننتظر به حوادث الدهر وصروفه حتى يهلك فنستريح منه؟
قال الخازن: وريبُ المنون
حوادث الدهر وصروفه، وغرضهم أنه يهلك ويموت كما هلك من كان قبله من
الشعراء، والمنون اسم للموت وللدهر وأصله القطع، سميا بذلك لأنهم يقطعان
الأجل
{قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْمِنَالْمُتَرَبِّصِينَ} أي قل لهم يا محمد: انتظروا بي الموت فإِني منتظر هلاككم كما تنتظرون هلاكي، وهو تهكم بهم مع التهديد والوعيد
{أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا}؟
أي أم تأمرهم عقولهم بهذا الكذب والبهتان؟ قال الخازن: وذلك أن عظماء
قريش كانوا يصفون بالأحلام والعقول، فأزرى الله بعقولهم حين لم تثمر لهم
معرفة الحق من الباطل، وهو تهكم آخر بالمشركين
{أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} أي بل هم قوم مجاوزون الحد في الكفر والطغيان، والمكابرة والعناد
{أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ} أي أم يقولون إن محمداً اختلق القرآن وافتراه من عند نفسه قال القرطبي:
والتقوُّل تكلف القول، وإِنما يستعمل في الكذب في غالب الأمر، يقال:
قوَّلتني ما لم أقل أي ادعيته عليَّ، وتقوَّل عليه أي كذب عليه
{بَل لا يُؤْمِنُونَ} أي ليس الأمر كما زعموا بل لا يصدقون بالقرآن استكباراً وعناداً ثم ألزمهم تعالى الحجة فقال {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} أي فليأتوا بكلامٍ مماثلٍ للقرآن في نظمه وحسنه وبيانه، إِن كانوا صادقين في قولهم إِن محمداً افتراه، وهو تعجيزٌ لهم مع التوبيخ.
نورة- عضو ذهبي
- الجنس : عدد المساهمات : 2150
21
تاريخ التسجيل : 24/08/2011
الموقع : مفاتيح الجنة
مواضيع مماثلة
» تفسير سورة الطور من الآية 1 إلى الآية 16
» تفسير سورة الطور من الآية 17 إلى الآية 28
» تفسير سورة الطور من الآية 35 إلى الآية 49
» تفسير سورة الفتح من الآية 8إلى الآية 10
» تفسير سورة الرحمن من الآية 1 إلى الآية 13
» تفسير سورة الطور من الآية 17 إلى الآية 28
» تفسير سورة الطور من الآية 35 إلى الآية 49
» تفسير سورة الفتح من الآية 8إلى الآية 10
» تفسير سورة الرحمن من الآية 1 إلى الآية 13
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 31, 2018 1:57 am من طرف نورالايمان
» الأمل في حياة المؤمن
الثلاثاء نوفمبر 21, 2017 5:19 am من طرف نورالايمان
» منتدى انور ابو البصل الاسلامي يتشرف بانتسابكم اليه
الأربعاء أغسطس 13, 2014 9:41 pm من طرف انور ابو البصل
» اروع ما يمكن ان تشاهد وتسمع....سبحان الله
الأحد فبراير 02, 2014 1:12 pm من طرف سفيان الخزندار
» فاتبعوني الحلقة 6 - وسائل التعليم
الأربعاء سبتمبر 18, 2013 4:34 pm من طرف 3ahd
» فاتبعوني الحلقة 5 - تعامل النبي مع المرأة
الإثنين سبتمبر 16, 2013 6:36 pm من طرف 3ahd
» هل فكرنا يوما فى
السبت سبتمبر 14, 2013 3:48 pm من طرف 3ahd
» الحلقة 4 - اوقات مباركة
السبت سبتمبر 14, 2013 3:34 pm من طرف 3ahd
» كتاب الصلاة " بَابُ صفَة صَلاة النَّبي صلى الله عليه وسلم"
السبت سبتمبر 14, 2013 1:26 pm من طرف نورة