المجاهــــــــــره بالمعــــــــــــــــــــــــاصي
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المجاهــــــــــره بالمعــــــــــــــــــــــــاصي
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : كُلُّ أَمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ . متفق عليه
.1- بشارة المعافاة لهذه الأمة : في هذا الحديث الشريف بشرى طيبة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم , بأنها أمة المعافاة في الدنيا والآخرة . فالمعافاة في الدنيا بأن الله لن يهلكها بسنَة عام كما خسف بالأمم السابقة , فقد ابتلى الله الأمم السالفة بأصناف العذاب البالغة، وهذا العذاب على ضربين أولهما : عذاب الاستئصال، وهو الذي يودي بجميع الأمة فلا يبقي منها ولا يذر، كما حصل مع قوم نوح وعاد وثمود. والثاني: هو ذلكم العذاب الشديد الذي يصيب الأمة ويزلزلها كالطاعون والطوفان والكوارث من خسف ومسخ، وقد عذب الله به فرعون وبني إسرائيل، قال تعالى : فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ . وأما المعافاة في الآخرة بعدم الخلود في النار , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً ، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً.، وفي رواية : أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ دُودَةً. أخرجه "البُخَارِي" و"مسلم"
.2- التحذير من المجاهرة بالمعاصي : فالنفس متى ألفت ظهور المعاصي زاد انهماكها فيها ولم تبالي باجتنابها، لذا حذر الشرع المطهر من مجاهرة الله بالمعصية وبين الله تعالى أن ذلك من أسباب العقوبة والعذاب فمن النصوص الدالة على ذلك قوله تبارك وتعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ).هذا الذم والوعيد فيمن يحب إشاعة الفواحش فما بالك بمن يشيعها ويعلنها. وقال الله تعالى: ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: بأن النقص في الزروع والثمار بسبب المعاصي ، وقال أبو العالية: من عصى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة . إن المجاهرة بالمعصية والتبجُّحَ بها بل والمفاخرة قد صارت سمةً من سمات بعض الناس في هذا الزمن، يفاخرون بالمعاصي، و يتباهون بها، وينبغي على الإنسان أن يتوبَ ويستتر، ولكن هؤلاء يجاهرون. قال النووي رحمه الله: يكره لمن ابتُلي بمعصية أن يُخبر غيره بها، بل يُقلع عنها ويندَم ويعزم أن لا يعود، فإن أخبر بها شيخَه الذي يعلّمه أو الذي يفتيه أو نحوَه من صديق عاقلٍ صاحب دين مثلاً، يرجو بإخباره أن يعلّمه مخرجًا منها، أو ما يَسْلَمُ به من الوقوع في مثلها، أو يعرّفه السببَ الذي أوقعه فيها، فهو حسن، والمجاهرة بالمعاصي دليل على نزع الحياء من المرء الذي هو لب الدين وخلقه , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا ، وَخُلُقُ الإِسْلاَم الْحَيَاءُ. أخرجه ابن ماجة. وعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ عَبْدًا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ فَإِذَا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ مَقِيتًا مُمَقَّتًا- أي تراه مبغضا من الله ومن الناس- فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ مَقِيتًا مُمَقَّتًا نُزِعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ خَائِنًا مُخَوَّنًا- أي مشهورا بالخيانة بين الناس- فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ خَائِنًا مُخَوَّنًا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ رَجِيمًا مُلَعَّنًا-أي مطرودا من رحمة الله- فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ رَجِيمًا مُلَعَّنًا نُزِعَتْ مِنْهُ رِبْقَةُ الإِسْلاَمِ-أي من قيد الإسلام- ابن ماجه.
خلا رجل بامرأة فأرادها على الفاحشة ، فقال لها : ما يرانا إلا الكواكب قالت: فأين مكوكبها.
دخل رجل على أحمد بن حنبل وأنشده : إذا قال لي ربي * * * أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي * * * و بالعصيان تأتيني
فما قولي له لما * * * يعاتبني ويقصيني
فكررها أحمد بن حنبل وهو يبكي. فنزع الحياء يجعل المرء يألف المعصية ويستمرؤها فتخرج المرأة متعطرة متبرجة , ويعمل الناس المنكرات علانية .
3- اللهم استرنا بسترك الجميل: الله تعالى يستر على عبده ما لم يفضح العبد نفسه , والغفار من أسماء الله الحسنى هي ستره للذنوب ، وعفوه عنها بفضله ورحمته ،والله لا يفضح عبده إلا إذا انتهك حماه , ولم يخش عقابه . وقال ابن القيم رحمه الله: الذنوبُ جراحاتٌ، ورُبَّ جرحٍ وقع في مقْتَلٍ، وما ضُرب عبدٌ بعقوبةٍ أعظمَ من قسوةِ القلبِ والبعدِ عن اللهِ، وأبعدُ القلوبِ عن الله القلبُ القاسي ، و رحم الله أبا العتاهية حين تخيل لو أن للذنوب رائحة كريهة تفوح فتفضح المذنب كيف يكون حالنا؟ و كيف أن الله قد أحسن بنا إذ جعل الذنوب بلا رائحة. فقال:
أحسَنَ اللهُ إليْنا ... أنَّ الخَطايا لا تَفوح
فإذا المرْءُ منَّا ... بين جَنبيْه فُضُوح
وقال الحارث المحاسبي رحمه الله: اعلَمْ يا أخي أنَّ الذُّنوبَ تورِثُ الغَفْلةَ، والغفلةُ تورِثُ القسوةَ، والقَسوةُ تورِثُ البعدَ من اللهِ، والبعدُ منَ اللهِ يورثُ النارَ، وصدق من قال:
رأيتُ الذُّنوبَ تُميتُ القلوبَ ... وقد يُورِث الذلَّ إدمانُها وترْكُ الذُّنوبِ حياةُ القلوبِ ... وخَيْرٌ لنفْسِك عِصْيانُها
يروى أنهم أتوا إلى عمر رضي الله عنه برجل قد سرق فقال هذا السارق : أستحلفك بالله أن تعفو عني فإنها أول مرة ، فقال عمر رضي الله عنه : كذبت ليست هي المرة الأولى فأراد الرجل ان تثار الظنون حول عمر فقال له : أكنت تعلم الغيب ؟ فقال عمر رضي الله عنه:لا ولكني علمت أن الله لا يفضح عبده من أول مرة فقطعت يد الرجل فتبعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: أستحلفك بالله أهي أول مرة فقال: والله ا لحادية والعشرون.يروى أنه في عهد سيدنا موسى عليه و على نبينا الصلاة و السلام جف المطر وطلب منه قومه أن يدعو ربه بالغيث و ينزل عليهم المطر فصعد سيدنا موسى الجبل و دعا ربه بأن ينزل عليهم المطر فقال له ربه عز و جل: يا موسى كيف أنزل المطر و بينكم عاص فرجع موسى إلى قومه وبلغهم بأن بينهم عاص ولن ينزل الله المطر إلا إذا خرج فلم يخرج أحد ثم أنزل الله المطر فصعد موسى الجبل وقال لربه: يا رب جمعت القوم و أبلغتهم بأن بيننا عاص فليخرج ولم يخرج أحد وقد أنزلت المطر يا رب فقال سبحانه و تعالى: يا موسى أني أنزلت المطر بعد ما تاب العاصي توبة نصوحة فقال موسى لربه: من هو يا رب حتى نعرفه قال الله عز و جل لموسى يا موسى سترته وهو عاص فكيف لا أستره وقد تاب إلي.
قال أحد السلف: قد أصبح بنا من نعم الله ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه, فلا ندري أيهما نشكر!! أجميل ما ينشر؟ أم قبيح ما يستر؟. فيا أيها – الحبيب - ضع أمام عينيك قول الله تعالى : ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) سورة غافر. وقوله سبحانه : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) سورة المجادلة . عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ:لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي ، يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا ، فَيَجْعَلُهَا اللهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، هَبَاءً مَنْثُورًا. قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ. قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا.أخرجه ابن ماجة.
.1- بشارة المعافاة لهذه الأمة : في هذا الحديث الشريف بشرى طيبة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم , بأنها أمة المعافاة في الدنيا والآخرة . فالمعافاة في الدنيا بأن الله لن يهلكها بسنَة عام كما خسف بالأمم السابقة , فقد ابتلى الله الأمم السالفة بأصناف العذاب البالغة، وهذا العذاب على ضربين أولهما : عذاب الاستئصال، وهو الذي يودي بجميع الأمة فلا يبقي منها ولا يذر، كما حصل مع قوم نوح وعاد وثمود. والثاني: هو ذلكم العذاب الشديد الذي يصيب الأمة ويزلزلها كالطاعون والطوفان والكوارث من خسف ومسخ، وقد عذب الله به فرعون وبني إسرائيل، قال تعالى : فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ . وأما المعافاة في الآخرة بعدم الخلود في النار , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً ، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً.، وفي رواية : أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ دُودَةً. أخرجه "البُخَارِي" و"مسلم"
.2- التحذير من المجاهرة بالمعاصي : فالنفس متى ألفت ظهور المعاصي زاد انهماكها فيها ولم تبالي باجتنابها، لذا حذر الشرع المطهر من مجاهرة الله بالمعصية وبين الله تعالى أن ذلك من أسباب العقوبة والعذاب فمن النصوص الدالة على ذلك قوله تبارك وتعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ).هذا الذم والوعيد فيمن يحب إشاعة الفواحش فما بالك بمن يشيعها ويعلنها. وقال الله تعالى: ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: بأن النقص في الزروع والثمار بسبب المعاصي ، وقال أبو العالية: من عصى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة . إن المجاهرة بالمعصية والتبجُّحَ بها بل والمفاخرة قد صارت سمةً من سمات بعض الناس في هذا الزمن، يفاخرون بالمعاصي، و يتباهون بها، وينبغي على الإنسان أن يتوبَ ويستتر، ولكن هؤلاء يجاهرون. قال النووي رحمه الله: يكره لمن ابتُلي بمعصية أن يُخبر غيره بها، بل يُقلع عنها ويندَم ويعزم أن لا يعود، فإن أخبر بها شيخَه الذي يعلّمه أو الذي يفتيه أو نحوَه من صديق عاقلٍ صاحب دين مثلاً، يرجو بإخباره أن يعلّمه مخرجًا منها، أو ما يَسْلَمُ به من الوقوع في مثلها، أو يعرّفه السببَ الذي أوقعه فيها، فهو حسن، والمجاهرة بالمعاصي دليل على نزع الحياء من المرء الذي هو لب الدين وخلقه , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا ، وَخُلُقُ الإِسْلاَم الْحَيَاءُ. أخرجه ابن ماجة. وعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ عَبْدًا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ فَإِذَا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ مَقِيتًا مُمَقَّتًا- أي تراه مبغضا من الله ومن الناس- فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ مَقِيتًا مُمَقَّتًا نُزِعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ خَائِنًا مُخَوَّنًا- أي مشهورا بالخيانة بين الناس- فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ خَائِنًا مُخَوَّنًا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ رَجِيمًا مُلَعَّنًا-أي مطرودا من رحمة الله- فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ رَجِيمًا مُلَعَّنًا نُزِعَتْ مِنْهُ رِبْقَةُ الإِسْلاَمِ-أي من قيد الإسلام- ابن ماجه.
خلا رجل بامرأة فأرادها على الفاحشة ، فقال لها : ما يرانا إلا الكواكب قالت: فأين مكوكبها.
دخل رجل على أحمد بن حنبل وأنشده : إذا قال لي ربي * * * أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي * * * و بالعصيان تأتيني
فما قولي له لما * * * يعاتبني ويقصيني
فكررها أحمد بن حنبل وهو يبكي. فنزع الحياء يجعل المرء يألف المعصية ويستمرؤها فتخرج المرأة متعطرة متبرجة , ويعمل الناس المنكرات علانية .
3- اللهم استرنا بسترك الجميل: الله تعالى يستر على عبده ما لم يفضح العبد نفسه , والغفار من أسماء الله الحسنى هي ستره للذنوب ، وعفوه عنها بفضله ورحمته ،والله لا يفضح عبده إلا إذا انتهك حماه , ولم يخش عقابه . وقال ابن القيم رحمه الله: الذنوبُ جراحاتٌ، ورُبَّ جرحٍ وقع في مقْتَلٍ، وما ضُرب عبدٌ بعقوبةٍ أعظمَ من قسوةِ القلبِ والبعدِ عن اللهِ، وأبعدُ القلوبِ عن الله القلبُ القاسي ، و رحم الله أبا العتاهية حين تخيل لو أن للذنوب رائحة كريهة تفوح فتفضح المذنب كيف يكون حالنا؟ و كيف أن الله قد أحسن بنا إذ جعل الذنوب بلا رائحة. فقال:
أحسَنَ اللهُ إليْنا ... أنَّ الخَطايا لا تَفوح
فإذا المرْءُ منَّا ... بين جَنبيْه فُضُوح
وقال الحارث المحاسبي رحمه الله: اعلَمْ يا أخي أنَّ الذُّنوبَ تورِثُ الغَفْلةَ، والغفلةُ تورِثُ القسوةَ، والقَسوةُ تورِثُ البعدَ من اللهِ، والبعدُ منَ اللهِ يورثُ النارَ، وصدق من قال:
رأيتُ الذُّنوبَ تُميتُ القلوبَ ... وقد يُورِث الذلَّ إدمانُها وترْكُ الذُّنوبِ حياةُ القلوبِ ... وخَيْرٌ لنفْسِك عِصْيانُها
يروى أنهم أتوا إلى عمر رضي الله عنه برجل قد سرق فقال هذا السارق : أستحلفك بالله أن تعفو عني فإنها أول مرة ، فقال عمر رضي الله عنه : كذبت ليست هي المرة الأولى فأراد الرجل ان تثار الظنون حول عمر فقال له : أكنت تعلم الغيب ؟ فقال عمر رضي الله عنه:لا ولكني علمت أن الله لا يفضح عبده من أول مرة فقطعت يد الرجل فتبعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: أستحلفك بالله أهي أول مرة فقال: والله ا لحادية والعشرون.يروى أنه في عهد سيدنا موسى عليه و على نبينا الصلاة و السلام جف المطر وطلب منه قومه أن يدعو ربه بالغيث و ينزل عليهم المطر فصعد سيدنا موسى الجبل و دعا ربه بأن ينزل عليهم المطر فقال له ربه عز و جل: يا موسى كيف أنزل المطر و بينكم عاص فرجع موسى إلى قومه وبلغهم بأن بينهم عاص ولن ينزل الله المطر إلا إذا خرج فلم يخرج أحد ثم أنزل الله المطر فصعد موسى الجبل وقال لربه: يا رب جمعت القوم و أبلغتهم بأن بيننا عاص فليخرج ولم يخرج أحد وقد أنزلت المطر يا رب فقال سبحانه و تعالى: يا موسى أني أنزلت المطر بعد ما تاب العاصي توبة نصوحة فقال موسى لربه: من هو يا رب حتى نعرفه قال الله عز و جل لموسى يا موسى سترته وهو عاص فكيف لا أستره وقد تاب إلي.
قال أحد السلف: قد أصبح بنا من نعم الله ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه, فلا ندري أيهما نشكر!! أجميل ما ينشر؟ أم قبيح ما يستر؟. فيا أيها – الحبيب - ضع أمام عينيك قول الله تعالى : ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) سورة غافر. وقوله سبحانه : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) سورة المجادلة . عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ:لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي ، يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا ، فَيَجْعَلُهَا اللهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، هَبَاءً مَنْثُورًا. قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ. قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا.أخرجه ابن ماجة.
محمدبكور- مصمم
- الجنس : عدد المساهمات : 15
0
تاريخ التسجيل : 17/11/2011
العمر : 42
الموقع : سوريا
رد: المجاهــــــــــره بالمعــــــــــــــــــــــــاصي
بارك الله بكم وجعله في ميزان حسناتكم اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
اخوكم في الله انور صالح ابو البصل
رد: المجاهــــــــــره بالمعــــــــــــــــــــــــاصي
اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ، خَلَقْتَنـي
وَأَنا
عَبْـدُك، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت،
أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ
عَلَـيَّ
وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ
الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ
نورة- عضو ذهبي
- الجنس : عدد المساهمات : 2150
21
تاريخ التسجيل : 24/08/2011
الموقع : مفاتيح الجنة
رد: المجاهــــــــــره بالمعــــــــــــــــــــــــاصي
بارك الله فيك وجزاك الله خيراانور ابو البصل كتب:
بارك الله بكم وجعله في ميزان حسناتكم اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
اخوكم في الله انور صالح ابو البصل
محمدبكور- مصمم
- الجنس : عدد المساهمات : 15
0
تاريخ التسجيل : 17/11/2011
العمر : 42
الموقع : سوريا
رد: المجاهــــــــــره بالمعــــــــــــــــــــــــاصي
بارك الله فيك وجزاك الله خيرانورة كتب:
اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ، خَلَقْتَنـي
وَأَنا
عَبْـدُك، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت،
أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ
عَلَـيَّ
وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ
الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ
محمدبكور- مصمم
- الجنس : عدد المساهمات : 15
0
تاريخ التسجيل : 17/11/2011
العمر : 42
الموقع : سوريا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 31, 2018 1:57 am من طرف نورالايمان
» الأمل في حياة المؤمن
الثلاثاء نوفمبر 21, 2017 5:19 am من طرف نورالايمان
» منتدى انور ابو البصل الاسلامي يتشرف بانتسابكم اليه
الأربعاء أغسطس 13, 2014 9:41 pm من طرف انور ابو البصل
» اروع ما يمكن ان تشاهد وتسمع....سبحان الله
الأحد فبراير 02, 2014 1:12 pm من طرف سفيان الخزندار
» فاتبعوني الحلقة 6 - وسائل التعليم
الأربعاء سبتمبر 18, 2013 4:34 pm من طرف 3ahd
» فاتبعوني الحلقة 5 - تعامل النبي مع المرأة
الإثنين سبتمبر 16, 2013 6:36 pm من طرف 3ahd
» هل فكرنا يوما فى
السبت سبتمبر 14, 2013 3:48 pm من طرف 3ahd
» الحلقة 4 - اوقات مباركة
السبت سبتمبر 14, 2013 3:34 pm من طرف 3ahd
» كتاب الصلاة " بَابُ صفَة صَلاة النَّبي صلى الله عليه وسلم"
السبت سبتمبر 14, 2013 1:26 pm من طرف نورة