في بيته صلى الله عليه وسلم القدوة والقيادة

من طرف **نورة** الجمعة ديسمبر 23, 2011 11:58 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في بيته صلى الله عليه وسلم القدوة والقيادة

]ود ولين

كان
صلى الله عليه وسلم يخاطب نسائه برفق ولين ولا يجد مانعا أن تناقشه
الواحدة منهن، وأن يترك لها المبادرة، وبصبر وتؤدة وهدوء يرد على من
تناقشه بالدليل والحجة.ففي حديث بيعة الرضوان قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم "لا يدخل النار-إن شاء الله-
أصحاب الشجرة والذين بايعوا تحتها". فتأبى السيدة حفصة إلا أن تناقشه وترد
عليه قائلة: "بلى......يا رسول الله"..

فيسأل: من أين جئت بهذا؟

فقلت الآية الكريمة: (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا) مريم -71.

فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تلا الآية التي بعدها :

(ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا). مريم-72

كان النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا يدعو عمر بن الخطاب إلى بيت السيدة حفصة –رضي الله عنها –

وتأبى السيدة إلا ان تناقش زوجها فيما يعرض لها
من أمر أمام أبيها عمر، وكان رضي الله عنه يأبى ان تناقش امرأة زوجها،
وكثيرا ما نهر زوجته، وأغلق عليها باب المناقشة، فيتألم ان يرى ابنته حفصة
تفعل ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيغضب ويثور على ابنته ويأبى
إلا أن يلقنها درسا يعلمها فيه الادب ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يهدىء من روعه ويقول،

"ما لهذا دعوناك..."

لقد كان من الممكن ان يتركه ليلقي على ابنته درسا لن تنساه،ولكن خلقه الكريم يأبى ذلك.

الشورى مع أهل البيت

كان الرسول الأعظم يشاور أهل بيته وزوجاته إذا تأزمت الأمور فيشرن عليه بالرأي الصائب , ونذكر من ذلك

ما حصل يوم الحد يبية وقد كتب رسول الله صلى
الله عليه وسلم كتاب الصلح المشهور،وكان في نفوس المسلمين شيئ عن هذا
الكتاب فقدغاب عنهم حكمته وبعد نظر المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فقد
كانوا يريدون أن يدخلوا مكة عنوة في الوقت الذي منعهم من ذلك كتابة ذلك
الصلح فاصابهم هم وغم لمجيئهم قريبا من مكة، وحرمانهم من أداء العمرة.

ثم طلب منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
النحر والحلق وهم في مكانهم قبل أن يرجعوا إلى المد ينة، وكرر طلبه ثلاث
مرات فلم يقم منهم رجل بما أمر.

دخل على زوجه السيدة أم سلمة رضي الله عنها مهموما حزينا مما فعله الناس ، فلما سالته عما به ، ذكر لها ما لقي من الصحابة.

فقالت رضي الله عنها:

يا نبي الله أخرج إلى المسلمين، ثم لا تكلم أحدا حتى تنحر بدنتك وتدعوا حالقك فيحلق شعرك.

فخرج صلى الله عليه وسلم وعمل بما أشارت به أم
المؤمنين فنحر وحلق، فلما رأى المسلمون ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم
يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما وهما على ما حصل منهم
. .

الكلمة بالكلمة
ومن رفيع أخلاقه أنه كان صلى الله عليه وسلم في معاملته مع زوجاته يرد الكلمة بالكلم،والدليل بالدليل ،

ولا يجعل من الأمور التي قد تكون بسيطة مجالا للإفراط في الكلام والزيادة والتعليق، وتحميل الأمور
مالا تطيق وفرض الإستنتاجات التي قد لا تحصل ، وربطها بأمور سابقة، وإلقاء الخطب والمواعظ ،

ولكن رده الشريف كثيرا مايكون فيه الطرافة واللطف والالماح البعيد.
جاءته ابنته الحبيبة السيدة فاطمة الزهراء
–رضي الله عنها- باكية شاكية تذ كر ما قالته لها السيدة عائشة فأغضبتها،
فأرادت أن تشكوها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقالت إن السيدة عائشة قالت: إن أباك تزوجني بكرا : وتزوج أمك ثيبا.
ثم أجهشت في البكاء، فضمها النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال : " قولي لها إن أبي تزوج أمي وهو بكر: ولم يتزوج قبلها".
صلى الله عليه وسلم، ورفع منزلتك، وآتاك
الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، حتى وأنت في مرض الموت، وقد
بدات المسافة الدنبا تقل شيئا فشيئا، وأصبح قريبا من الرفيق الاعلى، لم
تنسى يا رسول الإنسانية أن ترد عن المظلومة تنصفها، وترد إليها كرامتها.
اجنمعت الزوجات حول فراشه صلى الله عليه وسلم،
ونظرت السيدة صفية بنت حيي إلى وجه الرسول، وهو يعاني من الألم، فدمعت
عيناها ثم قالت: "إن والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي".
فتبادلت الأخريات نظرات ذات معنى، فما راعهن أن قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مضمضن".
فتساءلن في دهشة:
من أي شيئ؟
قال صلى الله عليه وسلم:
"تغامزتن منها، ووالله إنها لصادقة
"
[center] في بيته صلى الله عليه وسلم القدوة والقيادة _online