تفسير سوة البقرة آية (33)

من طرف رفيده السبت سبتمبر 10, 2011 8:36 pm

نزول الملائكة والسكينة والرحمة للقرآن وأهله

حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما
اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا
نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن
عنده). (صحيح مسلم)

القـرآن

(قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ
بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ
تَكْتُمُونَ) (البقرة:33).

التفسير:

.{ 33 } قوله تعالى: { قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم }؛ القائل هو الله عزّ وجلّ؛

و{ آدم } هو أبو البشر؛ والظاهر أن هذا اسم له، وليس وصفاً؛ وهو مشتق لغة من الأُدْمة؛ وهي لون بين البياض الخالص والسواد

قوله تعالى: { فلما أنبأهم بأسمائهم } أي أنبأ الملائكة؛

{ قال } أي قال الله؛ { ألم أقل لكم }: الاستفهام هنا للتقرير؛

والمعنى: قلت لكم، كقوله تعالى: {ألم نشرح لك صدرك} [الشرح: 1] :

والمعنى: قد شرحنا لك صدرك؛

{ إني أعلم غيب السموات والأرض } أي ما غاب فيهما .

وهو نوعان: نسبي؛ وعام؛

فأما النسبي فهو ما غاب عن بعض الخلق دون بعض؛

وأما العام فهو ما غاب عن الخلق عموماً..

قوله تعالى: { وأعلم ما تبدون } أي ما تظهرون؛

{ وما كنتم تكتمون } أي تخفون..

الفوائد:

.1 إثبات القول لله عزّ وجلّ لقوله تعالى: { يا آدم }؛

وأنه بحرف، وصوت مسموع؛ لأن آدم سمعه، وفهمه، فأنبأ الملائكة به؛

وهذا الذي عليه أهل السنة والجماعة، والسلف الصالح .

أن الله يتكلم بكلام مسموع مترتب بعضه سابق لبعض..

.2 أن آدم . عليه الصلاة والسلام . امتثل، وأطاع، ولم يتوقف؛

لقوله تعالى: { فلما أنبأهم }؛ ولهذا طوى ذكر قوله:
&amp;quot;فأنبأهم&amp;quot; إشارة إلى أنه بادر، وأنبأ
الملائكة..

.3 جواز تقرير المخاطب بما لا يمكنه دفعه؛ والتقرير لا يكون إلا هكذا .

أي بأمر لا يمكن دفعه؛

وذلك لقوله تعالى: { ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض }..

.4 بيان عموم علم الله عزّ وجلّ، وأنه يتعلق بالمشاهد، والغائب؛ لقوله تعالى: ( أعلم غيب السموات والأرض )..

.5 أن السموات ذات عدد؛ لقوله تعالى: { السموات }؛

و &amp;quot;الأرض&amp;quot; جاءت مفردة، والمراد بها الجنس؛

لأن الله تعالى قال: {الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن}

[الطلاق: 12] أي في العدد..

.6 أن الملائكة لها إرادات تُبدى، وتكتم؛

لقوله تعالى: { وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون }..

.7 أن الله تعالى عالم بما في القلوب سواء أُبدي أم أُخفي؛

لقوله تعالى: ( ما تبدون وما كنتم تكتمون).

فإن قال قائل: ما الدليل على أن الملائكة لها قلوب؟..

فالجواب: قوله تعالى: {حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير}

[سبأ: 23].

تفسير سوة البقرة آية (33) 143281427_1556853_41766367