الأخلاق (8)

من طرف رفيده الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 9:19 am

نتابع مظاهر سوء الخلق :

25- الكذب :

فالكذب من الأخلاق المرذوله ، والصفات القبيحه ’فهو خصلة من خصال النفاق ،

وشعبة من شعب الكفر ، وهو عنوان سفه العقل ، وآية سقوط الهمة ، وخبث الطوية .

والكذب مهين النفس بعيد عن عزتها المحمودة .

قال الماوردي : " والكذب جماعُ كلِ شرٍ ، وأصل كل ذم ، لسوء عواقبه ، وخبث نتائجه ، لأنه ينتج النميمةَ ،

والنميمةُ تنتج البغضاء ، والبغضاء تؤول إلى العداوة ، وليس مع العداوة أمن ولا راحة .

ولذلك قيل : " من قل صدقه قل صديقهُ " .

ولقد أنتشر الكذب خصوصاً في هذه الأزمان المتأخvه ، فما أكثر من يكذب في علاقاته ، ومعاملاته ،

وما أقل من يصدق في ذلك ،

مع أن نصوص الشرع جاءت حاثهً على الصدق ، محذرةً من الكذب .

قال تعلى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)) ]119 التوبه[

عن عبدالله بن مسعود قال :قال –عليه الصلاة والسلام -: " عليكم
بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل
ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً.

وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، والفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً "

رواه الخاي ومسلم

ومن مظاهر الكذب المنتشره بين الناس:

1- الكذب على الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم –

2- الكذب لإفساد ذات البين .

3- الكذب لإضحاك السامعين .

4- الكذب في المطالبات والخصومات .

5- الكذب للتخلص من المواقف المحرجه .

6- نقل الأخار الكاذبه ، وحذف بعض الحقيقه

7- التوسع في باب المصلحة ، والمبالغة في المعاريض

8- التَمَلُقُ لأرباب الثراء والجاه

9- الكذب على الأولاد ونحو ذلك ..

[

photo]41137592[/photo]

26- كثرة المزاح والأسفاف فيه :

فالمزاح يسقط الهيبة ، ويُخِلُ بالمروءة ، ويُجَرئ السفهاء والأنذال .

قيل في بعض منثور الحكم : " المزاح يأكل الهيبةَ كما تأكل النارُ الحطبَ " .

وقال بعض الحكماء : " من كثر مزاحُه زالت هيبتُه " .

وقال ابن عبدالبر –رحمه الله - :"وقد كره جماعه من العلماء الخوض في المزاح ، لما فيه من ذميم العاقبه ،

ومن التوصل إلى الأعراض ، واستجلاب الضغائن ، وإفساد الإخاء ".

وقال ميمون بن مهران :"إذا كان المزاح أمام الكلام فآخره الشتم واللطام ".

وقال أبو هفان :

مازح صديقك ما أحبَ مزاحا ***** وتوقَ منه في المزاح جماحا

فلvبما مزح الصديقُ بمزحةٍ ***** كانت لبابِ عداوةٍ مِفْتَاحا.

والمقصود أن المزاح لا ينبغي الأكثار منه ، ولا الأسفاف فيه .

أما ما عدا ذلك فيحسن ، لما فيه من إيناس الجليس ، وإزالة الوحشة ، ونفي الملل والسآمة .

وإنما المزاح في الكلام كالملح في الطعام ، إن عدم أو زاد على الحد فهو مذموم.

أفِدْ طبْعَكَ المكدودَ بالجد راحةً **** يَجِمَ وعَلِلْهُ بشئٍ من المزح

ولكن إذا أعطيته المزح فليكن **** بمقدار ما تعطي الطعام من الملح.

27- الفخر بالنسب:

فالفخر بالنسب خلق جاهلي ، ذمه الإسلام ، ومقت أهله ،وحذر من صنيعهم .

والفخر بالنسب عنوان سفه العقل ، وآية دنو الهمة ، فهل للإنسان الخيرة في إختيار نسبة؟

وهل النسب مما يرفع عند الله ؟

إنما الفخر كل الفخر بتقوى الله – عز وجل- وبالترقي في مراتب الكمال ، ومدارج الفضيلة .

لقد رفع الإسلامُ سلمان فارسٍ ***** كما وضع الكفرُ الشريفَ أبالهب

فكم من الناس مع بالغ الأسف – من يفاخر بنسبه ، ويترفع على من سواه
، ويعقد الولاء والبراء للنسب ، مع أن الله – عز وجل – يقول في محكم
التنزيل :

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ}

ثم بين الحكمه من ذلك فقال:{ لِتَعَارَفُوا} لا لتفاخروا ،

ثم بين معيار التفاضل بين الناس فقال : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}

فليس التفاضل بالجنس ، ولا باللون ، أو العرق ، وإنما هو بالتقوى .

وقال ابن حبان :-رحمه الله - : " ما رأيت أحداً أخسرَ صفقةً، ولا
أظهر حسرةً ، ولا أخيب قصداً ، ولا أقل رشداً ، ولا أحمق شعاراً ، ولا أدنس
وثاراً من المفتخر بالآباء الكرام ، وأخلاقهم الجسام ، مع تَعَرِيه عن
سلوك أمثالهم ، وقصد أشباههم ، متوهماً أنهم ارتفعوا بمن قبلهم ، وسادوا
بمن تقدمهم .

وهيهات أنى يسود المرء على الحقيقة إلا بنفسه ، وأنى ينبل في الدارين إلا بكده".

قال احد الشعراء :

يا أيها الطالب فخراً بالنسب *** إنما الناس لأمٍ ولأبْ.

هل تراهم خلقوا من فضة؟ *** أو حديدٍ أو نحاسٍ أو ذهبْ.

أو ترى فَضْلَـهُمُ في خَلْقِهِمْ *** هل سوى لحمٍ وعظمٍ وعصب ؟

إنما الفضل بحلمٍ راجــح *** وبأخلاقٍ كراٍ وأدبْ.

ذاك من فاخر في الناس به *** فاق من فاخر منهم وغلب .

الأخلاق (8) 56867562_8243135_44637455