الأخلاق (5)

من طرف رفيده الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 9:08 am

نتابع مظاهر سوء الخلق :

14- إفشاء السر:

فبعض الناس ما أن يسمع سراً إلا ويضيق به ذرعاً ، فتراه يبحث عمن
يخبره بسره ، ويفضي إليه مكنونه .وربما ترتب على ذلك السر عداوة وفساداً
عريضاً.وبعض الناس يثق بكل أحد ، فيفضي إليه بسره ، فإذا أنتشر الخبر وذاع
لام من أذاعه وأفشاه ، وعلم أنه هو الملوم ، لأنه هو أول من نشره .قال عمر
بن العاص –رضي الله عنه - : " ما وضعت سري عن أحد فَلُمْتُهُ على أن يفشيه ،
كيف ألومه وقد ضقت به ؟! " .وقال الشافعي –رحمه الله - : :إذا المــرءُ
أفشى بلـسـانه ...... ولام عليه غَيْرَهُ فهـو أحمق ُإذا ضاق صدرُ
المرءِ عن سِرنفسه ..... فصدر الذي يُسْتَوْدسرَ أضيقُوإن من حفظ
الأسرار ، بل مما يدل على صدق الوفاء ، وكرم العشيرة – أن يحفظ المرء سِرَ
صاحبه بعد أن تتصرم حبال المودة بينهما ، ذلك أن دواعي الإفشاء تقوى في تلك
الحالة ، فإذا كتم المرء سر صاحبه ، وحفظ ما كان له من ود – دل ذلك كرم
نفسه ، ورسوخ قدمه في الفضيله .ليس الكريم الذي إن زل صاحبُه ..... بث
الذي كان من أسراره علما بل الكريم الذي تبقى مَوَدتُه .....
ويحفظ السر إن صافى وأن صرما

***************************************************

15- المؤاخذه بالزلة :

فهناك من الناس من إذا صدر في حقه زلَةٌ من صديق ، أو بدرت هفوة من
قريب – زهد به ، وتنكر له ،وآخذه بزلته .وهذا المسلك مسلك خاطئ ،والذي
يقوم به ، ويطرد هذه القاعدة لن يصفو له بال ، ولن يرضى عن أحد ، بل سيعيش
وحيداً طريداً ، فأي الرجال المهذب ؟! .ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
...... كفى المرء نبلاً أن تعدَ معايبه فالعاقل لا يزهد بأحد بسبب هفوة ،
ولا يؤاخذ بسبب زبلة ، خصوصاً إذا كانت يسيرةً ، أو كانت صادرة من شخص له
فضل ، كما قيل : لا يُزْهَدَنك من أخٍ ....... لك أن تراه زل زلةْ

***************************************************

16- عدم قبول الأعذار :

فتجد من يقع في خطأ في حق أخ له ، ثم يعتذر من خطئه ، ويلتمس من
أخيه مسامحته ، ثم يفاجأ بعد ذلك بأن عذره لم يقبل ، وبأن عثرته لم
تُقَل.وهذا منافٍ لمكارم الأخلاق ، " فالواجب على العاقل إذا اعتذر إليه
أخوه لجرم مضى ، أو لتقصير سبق أن يقبل عذره ، ويجعله كمن لم يذنب " .قال
ابن المبارك – رحمه الله - : " المؤمن طالبٌ عُذْرَ أخوانه ، والمنافق
طالبٌ عثراتِهِم " .وقال الشافعي –رحمه الله - : قيل لي قد أسا
إليك فلان ..... ومقام الفتى على الذل عارُ قلت قد أتى وأحدث
عذراً ...... دِيَةٌ الذنب عندنا الأعذارُ فقبول الأعذار من صفات الكرام ،
حتى ولو كان المعتذر كاذباً .قال الشافعي : اقبل معاذير من يأتيك معتذرا
...... إن بر عندك فيما قال أو فجرا لقد أطاعك من يرضيك ظاهره ...... وقد
أجلك من يعصيك مستترا .

***************************************************

17- التهاجر والتدابر :

وما أكثر وقوع هذا بين المسلمين ، فبمجرد اختلاف يسير لا يترتب
عليه فساد في الدين – تجد من يهجر أخاه ن ويعطيه ظهره ، ويقطع شواجر المحبه
والرحمة والأخوة .قال النبي – صلى الله الصلاة والسلام - : " لا تباغضوا ،
ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، ولا تقاطعوا ، وكونوا عباد الله إخواناً ،
ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث " . وللموضوع بقيه ،،،،،،،،،،

الأخلاق (5) 56867562_15502767_41137508