تفسير سورة الفتح من الآية 4 إلى الآية 7
صفحة 1 من اصل 1
تفسير سورة الفتح من الآية 4 إلى الآية 7
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آثار صلح الحديبية على المؤمنين والمنافقين والمشركين
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} أي هو جل وعلا الذي جعل السكون والطمأنينة في قلوب المؤمنين
{لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} أي ليزدادوا يقيناً مع يقينهم، وتصديقاً مع تصديقهم، برسوخ العقيدة في القلوب، والتوكل على علاَّم الغيبوب
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}
أي وللهِ - جلَّت عظمته - كل جنود السماوات والأرض، من الملائكة والجن،
والحيوانات، والصواعق المدمّرة، والزلازل، والخسف، والغرق، جنودٌ لا تُحصى
ولا تُغلب، يسلطها على من يشاء، قال ابن كثير: ولو أرسل عليهم ملكاً واحداً لأباد خضراءهم، ولكنه تعالى شرع لعباده الجهاد، لما له في ذلك من الحجة القاطعة والحكمة البالغة
أي وللهِ - جلَّت عظمته - كل جنود السماوات والأرض، من الملائكة والجن،
والحيوانات، والصواعق المدمّرة، والزلازل، والخسف، والغرق، جنودٌ لا تُحصى
ولا تُغلب، يسلطها على من يشاء، قال ابن كثير: ولو أرسل عليهم ملكاً واحداً لأباد خضراءهم، ولكنه تعالى شرع لعباده الجهاد، لما له في ذلك من الحجة القاطعة والحكمة البالغة
ولذلك قال {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} أي عليماً بأحوال خلقه، حكيماً في تقديره وتدبيره،
قال المفسرون:
أراد بإِنزال السكينة في قلوب المؤمنين "أهل الحديبية" حين بايعوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم على مناجزة الحرب مع أهل مكة، بعد أن حصل لهم ما
يزعج النفوس ويزيغ القلوب، مِن صد الكفار لهم عن دخول مكة، ورجوع الصحابة
دون بلوغ مقصودهم، فلم يرجع منهم أحدٌ عن الإِيمان، بعد أن هاج الناس
وماجوا، وزلزلوا حتى جاء عمر بن الخطاب إِلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: ألست نبيَّ الله حقاً؟ قال: بلى، قال: ألسنا على الحق وعدوُّناعلى
الباطل؟ قال: بلى، قال: فلم نعط الدنيَّة في ديننا إِذن؟ قال إِني رسول
الله ولست أعصيه وهو ناصري .. إلخ .
أراد بإِنزال السكينة في قلوب المؤمنين "أهل الحديبية" حين بايعوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم على مناجزة الحرب مع أهل مكة، بعد أن حصل لهم ما
يزعج النفوس ويزيغ القلوب، مِن صد الكفار لهم عن دخول مكة، ورجوع الصحابة
دون بلوغ مقصودهم، فلم يرجع منهم أحدٌ عن الإِيمان، بعد أن هاج الناس
وماجوا، وزلزلوا حتى جاء عمر بن الخطاب إِلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: ألست نبيَّ الله حقاً؟ قال: بلى، قال: ألسنا على الحق وعدوُّناعلى
الباطل؟ قال: بلى، قال: فلم نعط الدنيَّة في ديننا إِذن؟ قال إِني رسول
الله ولست أعصيه وهو ناصري .. إلخ .
{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} أي ليدخلهم - على طاعتهم وجهادهم - حدائق وبساتين ناضرة، تجري من تحتها أنهار الجنة ماكثين فيها أبداً
{وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} أي ويمحو عنهم خطاياهم وذنوبهم
{وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا} أي وكان ذلك الإِدخال في الجنات والتكفير عن السيئات، فوزاً كبيراً وسعادةً لا مزيد عليها، إذ ليس بعد نعيم الجنة نعيم
{وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ} أي وليعذِّب الله أهل النفاق والإِشراك، وقدَّمهم على المشركين لأنهم أعظم خطراً وأشد ضرراً من الكفار المجاهرين بالكفر
{الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ} أي الظانين بربهم أسوأ الظنون، ظنوا أن الله تعالى لن ينصر رسوله والمؤمنين، وأن المشركين يستأصلونهم جميعاً
كما قال تعالى {بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً}
قال القرطبي: ظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرجع إِلى المدينة ولا أحدٌ من أصحابه حين خرج إِلى الحديبية
{عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} دعاءٌ عليهم أي عليهم ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين من الهلاك والدمار
{وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ} أي سخط تعالى عليهم بكفرهم ونفاقهم، وأبعدهم عن رحمته
{وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} أي وهيأ لهم في الآخرة ناراً مستعرة هي نار جهنم، وساءت مرجعاً ومنقلباً لأهل النفاق والضلال
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} تأكيد للانتقام من الأعداء أعداء الإِسلام من الكفرة والمنافقين،
قال الرازي:
كرر اللفظ لأن جنود الله قد يكون إِنزالهم للرحمة، وقد يكون للعذاب،
فذكرهم أولاً لبيان الرحمة بالمؤمنين وثانياً لبيان إِنزال العذاب على
الكافرين
كرر اللفظ لأن جنود الله قد يكون إِنزالهم للرحمة، وقد يكون للعذاب،
فذكرهم أولاً لبيان الرحمة بالمؤمنين وثانياً لبيان إِنزال العذاب على
الكافرين
{وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} أي عزيزاً في ملكه وسلطانه، حكيماً في صنعه وتدبيره،
قال الصاوي: ذكر هذه الآية أولاً في معرض الخلق والتدبير فذيَّلها بقوله
{عليماً حكيماً} وذكرها ثانياً في معرض الانتقام فذيَّلها بقوله {عَزِيزًا حَكِيمًا} وهو في منتهى الترتيب الحسن، لأنه تعالى يُنْزِل جنود الرحمة لنصرة المؤمنين، وجنود العذاب لإِهلاك الكافرين.
نورة- عضو ذهبي
- الجنس : عدد المساهمات : 2150
21
تاريخ التسجيل : 24/08/2011
الموقع : مفاتيح الجنة
مواضيع مماثلة
» تفسير سورة الفتح من الآية 8إلى الآية 10
» تفسير سورة الفتح من الآية 1 إلى الآية 3
» تفسير سورة الفتح من الآية 11 إلى الآية 17
» تفسير سورة الفتح من الآية 20 إلى الآية 24
» تفسير سورة الفتح من الآية 28 إلى آخر السورة
» تفسير سورة الفتح من الآية 1 إلى الآية 3
» تفسير سورة الفتح من الآية 11 إلى الآية 17
» تفسير سورة الفتح من الآية 20 إلى الآية 24
» تفسير سورة الفتح من الآية 28 إلى آخر السورة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 31, 2018 1:57 am من طرف نورالايمان
» الأمل في حياة المؤمن
الثلاثاء نوفمبر 21, 2017 5:19 am من طرف نورالايمان
» منتدى انور ابو البصل الاسلامي يتشرف بانتسابكم اليه
الأربعاء أغسطس 13, 2014 9:41 pm من طرف انور ابو البصل
» اروع ما يمكن ان تشاهد وتسمع....سبحان الله
الأحد فبراير 02, 2014 1:12 pm من طرف سفيان الخزندار
» فاتبعوني الحلقة 6 - وسائل التعليم
الأربعاء سبتمبر 18, 2013 4:34 pm من طرف 3ahd
» فاتبعوني الحلقة 5 - تعامل النبي مع المرأة
الإثنين سبتمبر 16, 2013 6:36 pm من طرف 3ahd
» هل فكرنا يوما فى
السبت سبتمبر 14, 2013 3:48 pm من طرف 3ahd
» الحلقة 4 - اوقات مباركة
السبت سبتمبر 14, 2013 3:34 pm من طرف 3ahd
» كتاب الصلاة " بَابُ صفَة صَلاة النَّبي صلى الله عليه وسلم"
السبت سبتمبر 14, 2013 1:26 pm من طرف نورة