هدي النبي الكريم في علاج المصيبه
4 مشترك
المنتدى الاسلامي العام :: منتدى الدفاع عن العقيدة :: السيرة و التاريخ :: منتدى السيرة النبوية :: اصحاب الرسول
صفحة 1 من اصل 1
هدي النبي الكريم في علاج المصيبه
هدي النّبيّ الكريم في علاج المصيبة
قال الله تعالى: {وبشِّر الصّابرين * الّذين إذا أصابتهم مصيبة
قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك
هُم المُهتدون} البقرة:
156-155
، وروى أحمد في مسنده عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:
''ما من أَحَدٍ تصيبُه مصِيبَةٌ فيقولُ: إنَّا لله وإنَّا إليه رَاجِعُونَ،
اللّهمّ أجرنِي في مُصيبَتي وأخلفْ لي خيراً
منهَا، إلا أجاَرَه الله في مصِيبَتِهِ، وأخلفَ لهُ خَيراً منها''.
يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد: وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب، وأنفعه له في عاجلته وآجلته،
فإنّها تتضمّن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلى عن مصيبته..
أحدهما: أن العبد وأهله وماله ملك لله عز وجل حقيقة، وقد جعله عند العبد عارية، فإذا أخذه منه، فهو كالمعير يأخذ متاعه من المستعير،
وأيضًا فإنه محفوف بِعَدَمين: عدم قبله، الصادقم بعده، وملك العبد
له متعة معارة في زمن يسير، وأيضًا فإنه ليس الذي أوجده من عدمه، حتى يكون
ملكه حقيقةً،
ولا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده، ولا يبقى عليه وجوده، فليس له فيه تأثير، ولا ملك حقيقي،
وأيضًا فإنه متصرف فيه بالأمر تصرف العبد المأمور المنهي، لا تصرف
الملاك، ولهذا لا يباح له من التصرفات فيه إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي.
والثاني: أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق، ولا بد أن
يخلف الدنيا وراء ظهره، ويجيء ربه فرداً كما خلقه أوّل مرّة بلا أهل ولا
مال ولا عشيرة،
ولكن بالحسنات والسيّئات، فإذا كانت هذه بداية العبد وما خُوِّله ونهايته، فكيف يفرح بموجود، أو يأسى على مفقود،
ففكره في مبدئه ومعاده من أعظم علاج هذا الداء، ومن علاجه أن يعلم
علم اليقين أنَّ ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه.
قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ في الأَرْضِ وَلاَ في
أَنْفُسِكُمْ إلاَّ في كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إنَّ ذَلِكَ
عَلَى اللهِ يَسِيرٌ لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ
تَفْرَحُواْ بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.
ومن علاجه أن ينظر إلى ما أُصيبَ به، فيجد ربّه قد أبقى عليه مثله،
أو أفضل منه، وادَّخر له إن صبرَ ورضِىَ ما هو أعظمُ من فوات تِلك
المصيبةِ بأضعافٍ مُضاعفة،
وأنّه لو شاء لجعلها أعظم ممّا هي.
ومن عِلاجه أن يُطفئَ نارَ مصيبته ببرد التأسِّى بأهل المصائب، وليعلم أنه في كل وادٍ بنو سعد، ولينظر يَمْنةً، فهل يرى إلاّ مِحنةً؟
ثم ليعطف يَسْرةً، فهل يرى إلا حسرةً؟
وأنه لو فتَّش العالَم لم ير فيهم إلا مبتلىً، إما بفوات محبوب، أو
حصول مكروه، وأنَّ شرورَ الدنيا أحلامُ نوم أو كظلٍّ زائلٍ، إن أضحكتْ
قليلاً، أبكتْ كثيرًا،
وإن سَرَّتْ يومًا، ساءتْ دهرًا، وإن مَتَّعتْ قليلاً، منعت طويلاً، وما ملأت دارًا خيرةً إلاّ ملأتها عَبْرة،
ولا سرَّته بيومِ سرور إلاّ خبأتْ له يومَ شرور.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: لكلّ فرحةٍ تَرْحة، وما مُلِىءَ بيتٌ
فرحاً إلاّ مُلِىءَ تَرحًا. وقال ابن سيرين: ما كان ضحكٌ قَطٌ إلاّ كان من
بعده بُكاء.
ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ الجزع لا يردّها، بل يُضاعفها، وهو في الحقيقة من تزايد المرض.
ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ فوت ثواب الصبر والتسليم، وهو الصلاةُ
والرّحمة والهداية التي ضمِنَها الله على الصبر والاسترجاع، أعظمُ مِن
المصيبة في الحقيقة.
ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ ما يُعقبه الصبرُ والاحتساب من اللَّذة
والمسرَّة أضعافُ ما كان يحصُل له ببقاء ما أُصيبَ به لو بقى عليه،
ويكفيه من ذلك بيتُ الحمد الّذي يُبنى له في الجنَّة على حمده لربه واسترجاعه، فلينظرْ: أىُّ المصيبتين أعظمُ؟
مصيبةُ العاجلة، أو مصيبةُ فواتِ بيتِ الحمد في جنَّة الخلد؟
عدل سابقا من قبل رفيده في الأحد سبتمبر 18, 2011 12:20 pm عدل 1 مرات
رفيده- عضو متالق
- الجنس : عدد المساهمات : 1215
0
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
الموقع : مفاتيح الجنه
رد: هدي النبي الكريم في علاج المصيبه
سفيان الخزندار كتب:
رفيده- عضو متالق
- الجنس : عدد المساهمات : 1215
0
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
الموقع : مفاتيح الجنه
نورة- عضو ذهبي
- الجنس : عدد المساهمات : 2150
21
تاريخ التسجيل : 24/08/2011
الموقع : مفاتيح الجنة
رد: هدي النبي الكريم في علاج المصيبه
نورة كتب:
رفيده- عضو متالق
- الجنس : عدد المساهمات : 1215
0
تاريخ التسجيل : 12/07/2011
الموقع : مفاتيح الجنه
أحمد- مصمم
- الجنس : عدد المساهمات : 112
0
تاريخ التسجيل : 24/12/2011
العمر : 41
الموقع : اليمن تعز
مواضيع مماثلة
» مولد النبي -(6) - سيد ولد آدم
» رضاعة النبي - (7) - سيد ولد آدم
» كفالة النبي - (8) - سيد ولد آدم
» أبرز الأحداث قبل مولد النبي - (4) - سيد ولد آدم
» بكى النبي علينا ولم نبكي على أنفسنا..*
» رضاعة النبي - (7) - سيد ولد آدم
» كفالة النبي - (8) - سيد ولد آدم
» أبرز الأحداث قبل مولد النبي - (4) - سيد ولد آدم
» بكى النبي علينا ولم نبكي على أنفسنا..*
المنتدى الاسلامي العام :: منتدى الدفاع عن العقيدة :: السيرة و التاريخ :: منتدى السيرة النبوية :: اصحاب الرسول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 31, 2018 1:57 am من طرف نورالايمان
» الأمل في حياة المؤمن
الثلاثاء نوفمبر 21, 2017 5:19 am من طرف نورالايمان
» منتدى انور ابو البصل الاسلامي يتشرف بانتسابكم اليه
الأربعاء أغسطس 13, 2014 9:41 pm من طرف انور ابو البصل
» اروع ما يمكن ان تشاهد وتسمع....سبحان الله
الأحد فبراير 02, 2014 1:12 pm من طرف سفيان الخزندار
» فاتبعوني الحلقة 6 - وسائل التعليم
الأربعاء سبتمبر 18, 2013 4:34 pm من طرف 3ahd
» فاتبعوني الحلقة 5 - تعامل النبي مع المرأة
الإثنين سبتمبر 16, 2013 6:36 pm من طرف 3ahd
» هل فكرنا يوما فى
السبت سبتمبر 14, 2013 3:48 pm من طرف 3ahd
» الحلقة 4 - اوقات مباركة
السبت سبتمبر 14, 2013 3:34 pm من طرف 3ahd
» كتاب الصلاة " بَابُ صفَة صَلاة النَّبي صلى الله عليه وسلم"
السبت سبتمبر 14, 2013 1:26 pm من طرف نورة