الصدق والكدب

نورة كتب:

الصدق والكدب
اذا نظرنا الى مشاكلنا ومخلفات حياتنا من بيع وشراء وأخذنا وعطائنا وما ننجح ومانفشل فيه فكل ذلك مرده الى الصدق
الصدق الذي نحتاجه عقيدة وعبادة وسلوكا وقولا وعملا .
الصدق ضرورة مع القول للعمل وضرورة مع العمل للقول وضرورة مع العقيدة للعبادة وضرورة مع العبادة للعقيدة .
الصدق في اخلاص العمل لله .والصدق في متابعة العمل لهدي رسول الله عليه الصلاة والسلام .
وبدون الصدق لايكون صديقا لأن الصديق سمي صديقا من الصدق وبدون الصدق يفقد الصديق اسمه وصفته التي سمي بها .

والناصح لايكون إلاصادقا لأن الكاذب لاينصح بل يفضح ويغرر بغيره .
ولايكون
المصلح مصلحا إلابالصدق,فإن فقد الصدق صار مفسدا وليس مرشدا وموجها مهما
تكلف وتزيف وزين ألفاظه ونكس رأسه لن يصل الى القلوب ,لأنه يغترف أقواله من
قلب أسود.والكاذب لايمكن أن يكون منتجا أو مربيا أو معلما وحتى المهني
الكاذب يبتعد عنه الناس لكذبه ويفشل وإن كان مبدعا يدمره الكذب ,الكذب ينخر
كل صفة فيدمرها وينخر كل فضيلة فيدنسها.
لهذا
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل :أيكون المؤمن جباننا ؟قال نعم
...أيكونالمؤمن بخيلا؟قال:نعم...أفيكون المؤمن كذابا ؟ قال : لا .
يمكن
اجتماع الإيمان والجبن والحرص في القلب ,اما الكذب فلا مكان له في قلب أمن
واهتدى وسكنته حقيقة التوحيد (كل خصلة يُطبع عليها المسلم إلا الخيانة
والكذب ).
لأن الكذب خسة وجرأة على الله استحق عليها اللعنة والطرد والإبعاد والعياذ بالله , قال تعالى :

(
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ
تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا
وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ
لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )[
الكذاب محروم من الخير مكشوف للناس موصوف بالجبن والخسة مهما استتر وتخفى .
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ) .
ويقول سبحانه ( وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ ).
والكذب
حرام حتى بالمزاح ولايكون المزاح إلابالحق والصدق ولنا برسول الله صلى
الله عليه وسلم أسوة حسنة (أتته امرأة عجوزتسأله أن يدعو الله لها بالجنة
فقال لها إن الجنة لاتدخلها عجوز فولت باكية نادية آسفة فقال عليه الصلاة
والسلام ردوها ثم قال لها انك لاتدخلين الجنة وانت عجوز ولكنك تدخلينها
شابة أوما قرأت قول الله تعالى (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً
فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا ).
حتى في مزاحه ومداعبته كان صلى الله عليه وسلم يتحرى الصدق .
أيحق لنا ونحن اتباعه أن نكذب في أصدق ما يجب أن نكون فيه مع الصدق