تفسير سورة الفتح من الآية 28 إلى آخر السورة
صفحة 1 من اصل 1
تفسير سورة الفتح من الآية 28 إلى آخر السورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوصاف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أوصاف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم أثنى تعالى على أصحاب رسول الله بالثناء العاطر، وشهد لرسوله بصدق الرسالة فقال {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} أي هذا الرسول المسمَّى محمداً هو رسولُ الله حقاً لا كما يقول المشركون
{وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} أي وأصحابه الأبرار الأخيار غلاظٌ على الكفار متراحمون فيما بينهم كقوله تعالى {أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين}
قال أبو السعود: أي يظهرون لمن خالف دينهم الشدة والصلابة، ولمن وافقهم في الدين الرحمة والرأفة،
قال المفسرون: وذلك لأن لله أمرهم بالغلظة عليهم {وليجدوا فيكم غِلظة}
وقد بلغ من تشديدهم على الكفار أنهم كانوا يتحرزون من ثيابهم أن تمسَّ
أبدانهم، وكان الواحد منهم إِذا رأى أخاه في الدين صافحه وعانقه.
وقد بلغ من تشديدهم على الكفار أنهم كانوا يتحرزون من ثيابهم أن تمسَّ
أبدانهم، وكان الواحد منهم إِذا رأى أخاه في الدين صافحه وعانقه.
{تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا} أي تراهم أيها السامع راكعين ساجدين من كثرة صلاتهم وعبادتهم، رهبانٌ بالليل أسودٌ بالنهار
{يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} أي يطلبون بعبادتهم رحمة الله ورضوانه،
قال ابن كثير:
وصفهم بكثرة الصلاة وهي خير الأعمال، ووصفهم بالإِخلاص لله عز وجل
والاحتساب عنده بجزيل الثواب، وهو الجنة المشتملة على فضل الله ورضاه
وصفهم بكثرة الصلاة وهي خير الأعمال، ووصفهم بالإِخلاص لله عز وجل
والاحتساب عنده بجزيل الثواب، وهو الجنة المشتملة على فضل الله ورضاه
{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} أي علامتهم وسمتُهم كائنة في جباههم من كثرة السجود والصلاة،
قال القرطبي: لاحت في وجوههم علامات التهجد بالليل وأمارات السهر،
قال ابن جريج: هو الوقار والبهاء،
وقال مجاهد: هو الخشوع والتواضع،
قال منصور سألت مجاهداً عن قوله تعالى {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ}
أهو أثرٌ يكون بين عيني الرجل؟ قال: لا، ربما يكون بين عيني الرجل مثل
ركبة العنز وهو أقسى قلباً من الحجارة، ولكنه نورٌ في وجوههم من الخشوع.
أهو أثرٌ يكون بين عيني الرجل؟ قال: لا، ربما يكون بين عيني الرجل مثل
ركبة العنز وهو أقسى قلباً من الحجارة، ولكنه نورٌ في وجوههم من الخشوع.
{ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ} أي ذلك وصفهم في التوراة: الشدة على الكفار، والرحمة بالمؤمنين، وكثرة الصلاة والسجود
{وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْئهُ} أي ومثلهم في الإِنجيل كزرعٍ أخرج فراخه وفروعه
{فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ} أي فقوَّاه حتى صار غليظاً
{فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} أي فقام الزرع واستقام على أصوله
{يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ} أي يعجب هذا الزرع الزراع، بقوته وكثافته وحسن منظره، ليغتاظ بهم الكفار،
قال الضحّاك: هذا مثل في غاية البيان، فالزرع محمد صلى الله عليه وسلم، والشطءُ أصحابُه، كانوا قليلاً فكثروا، وضعفاء فقووا،
وقال القرطبي:
وهذا مثلٌ ضربه الله تعالى لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعني أنهم
يكونون قليلاً ثم يزدادون ويكثرون، فكان النبي صلى الله عليه وسلم حين بدأ
بالدعوة ضعيفاً، فأجابه الواحد بعد الواحد حتى قوي أمره، كالزرع يبدو بعد
البذر ضعيفاً فيقوى حالاً بعد حتى يغلظ نباته، وأفراخه، فكان هذا من أصح
مثل وأقوى بيان
وهذا مثلٌ ضربه الله تعالى لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعني أنهم
يكونون قليلاً ثم يزدادون ويكثرون، فكان النبي صلى الله عليه وسلم حين بدأ
بالدعوة ضعيفاً، فأجابه الواحد بعد الواحد حتى قوي أمره، كالزرع يبدو بعد
البذر ضعيفاً فيقوى حالاً بعد حتى يغلظ نباته، وأفراخه، فكان هذا من أصح
مثل وأقوى بيان
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} أي وعدهم تعالى بالآخرة بالمغفرة التامة والأجر العظيم والرزق الكريم في جنات النعيم، اللهم ارزقنا محبتهم يا رب العالمين.
نورة- عضو ذهبي
- الجنس : عدد المساهمات : 2150
21
تاريخ التسجيل : 24/08/2011
الموقع : مفاتيح الجنة
مواضيع مماثلة
» تفسير سورة الفتح من الآية 8إلى الآية 10
» تفسير سورة ق من الآية 36 إلى آخر السورة
» تفسير سورة الفتح من الآية 4 إلى الآية 7
» تفسير سورة الفتح من الآية 1 إلى الآية 3
» تفسير سورة الفتح من الآية 11 إلى الآية 17
» تفسير سورة ق من الآية 36 إلى آخر السورة
» تفسير سورة الفتح من الآية 4 إلى الآية 7
» تفسير سورة الفتح من الآية 1 إلى الآية 3
» تفسير سورة الفتح من الآية 11 إلى الآية 17
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 31, 2018 1:57 am من طرف نورالايمان
» الأمل في حياة المؤمن
الثلاثاء نوفمبر 21, 2017 5:19 am من طرف نورالايمان
» منتدى انور ابو البصل الاسلامي يتشرف بانتسابكم اليه
الأربعاء أغسطس 13, 2014 9:41 pm من طرف انور ابو البصل
» اروع ما يمكن ان تشاهد وتسمع....سبحان الله
الأحد فبراير 02, 2014 1:12 pm من طرف سفيان الخزندار
» فاتبعوني الحلقة 6 - وسائل التعليم
الأربعاء سبتمبر 18, 2013 4:34 pm من طرف 3ahd
» فاتبعوني الحلقة 5 - تعامل النبي مع المرأة
الإثنين سبتمبر 16, 2013 6:36 pm من طرف 3ahd
» هل فكرنا يوما فى
السبت سبتمبر 14, 2013 3:48 pm من طرف 3ahd
» الحلقة 4 - اوقات مباركة
السبت سبتمبر 14, 2013 3:34 pm من طرف 3ahd
» كتاب الصلاة " بَابُ صفَة صَلاة النَّبي صلى الله عليه وسلم"
السبت سبتمبر 14, 2013 1:26 pm من طرف نورة