تفسير سورة الفتح من الآية 1 إلى الآية 3
صفحة 1 من اصل 1
تفسير سورة الفتح من الآية 1 إلى الآية 3
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بَين يَدَي السُّورَة
*
هذه السورة الكريمة مدنية، وهي تُعنى بجانب التشريع شأن سائر السور
المدنية التي تعالج الأسس التشريعية في المعاملات، والعبادات، والأخلاق،
والتوجيه.
هذه السورة الكريمة مدنية، وهي تُعنى بجانب التشريع شأن سائر السور
المدنية التي تعالج الأسس التشريعية في المعاملات، والعبادات، والأخلاق،
والتوجيه.
*
تحدثت السورة الكريمة عن "صلح الحديبية" الذي تمَّ بين الرسول صلى الله
عليه وسلم وبين المشركين سنة ستٍ من الهجرة، والذي كان بدايةً للفتح الأعظم "فتح
مكة" وبه تمَّ العزُّ والنصر والتمكين للمؤمنين، ودخل الناس في دين الله أفواجاً
أفواجاً {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا..}
الآيات.
تحدثت السورة الكريمة عن "صلح الحديبية" الذي تمَّ بين الرسول صلى الله
عليه وسلم وبين المشركين سنة ستٍ من الهجرة، والذي كان بدايةً للفتح الأعظم "فتح
مكة" وبه تمَّ العزُّ والنصر والتمكين للمؤمنين، ودخل الناس في دين الله أفواجاً
أفواجاً {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا..}
الآيات.
*
وتحدث السورة عن جهاد المؤمنين، وعن "بيعة الرضوان" التي بايع فيها
الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجهاد في سبيل الله
حتى الموت، وكانت بيعةً جليلة الشأن ولذلك باركها الله، ورضي عن أصحابها، وسجلها في
كتابه العظيم في سطور من نور {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ
يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ..} الآية.
وتحدث السورة عن جهاد المؤمنين، وعن "بيعة الرضوان" التي بايع فيها
الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجهاد في سبيل الله
حتى الموت، وكانت بيعةً جليلة الشأن ولذلك باركها الله، ورضي عن أصحابها، وسجلها في
كتابه العظيم في سطور من نور {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ
يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ..} الآية.
*
وتحدث عن الذين تخلفوا عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الأعراب الذين في قلوبهم مرض، ومن المنافقين الذين ظنوا الظنون السيئة برسول الله
صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين فلم يخرجوا معهم، فجاءت الآيات تفضحهم وتكشف سرائرهم
{سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا
وَأَهْلُونَا..} الآيات.
وتحدث عن الذين تخلفوا عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الأعراب الذين في قلوبهم مرض، ومن المنافقين الذين ظنوا الظنون السيئة برسول الله
صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين فلم يخرجوا معهم، فجاءت الآيات تفضحهم وتكشف سرائرهم
{سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا
وَأَهْلُونَا..} الآيات.
*
وتحدثت السورة عن الرؤيا التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم في
منامه - في المدينة المنورة - وحدَّث بها أصحابه ففرحوا واسبشروا، وهي دخول الرسول
صلى الله عليه وسلم والمسلمين مكة آمنين مطمئنين، وقد تحققت تلك الرؤيا الصادقة
فدخلها المؤمنون معتمرين مع الأمن والطمأنينة {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ
الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ..}.
وتحدثت السورة عن الرؤيا التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم في
منامه - في المدينة المنورة - وحدَّث بها أصحابه ففرحوا واسبشروا، وهي دخول الرسول
صلى الله عليه وسلم والمسلمين مكة آمنين مطمئنين، وقد تحققت تلك الرؤيا الصادقة
فدخلها المؤمنون معتمرين مع الأمن والطمأنينة {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ
الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ..}.
*
وختمت السورة الكريمة بالثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
الأطهار الأخيار {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ
عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ..} الآية.
وختمت السورة الكريمة بالثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
الأطهار الأخيار {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ
عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ..} الآية.
التسميَــة:
سميت سورة الفتح لأن الله تعالى بشَّر المؤمنين بالفتح المبين
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا..} الآيات.
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا..} الآيات.
فضل صلح الحُدَيْبِيَة
سبب النزول:
نزول الآية (1) :
{إِنَّا فَتَحْنَا}: أخرج الحاكم وغيره عن المِسْوَر بن مَخْرمة ومروان بن الحكم قالا:
نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى
آخرها.
نزول الاية (2):
{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ..}: أخرج أحمد والشيخان والترمذي والحاكم عن أنس قال: أنزلت على النبي
صلى الله عليه وسلم: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا*
لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}
مَرْجِعَه من الحديبية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد أنزلت عليَّ آية
أَحَبُّ إلي مما على الأرض"، ثم قرأها عليهم، فقالوا: هنيئاً مريئاً لك يا رسول
الله، قد بيَّن الله لك ماذا يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟
صلى الله عليه وسلم: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا*
لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}
مَرْجِعَه من الحديبية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد أنزلت عليَّ آية
أَحَبُّ إلي مما على الأرض"، ثم قرأها عليهم، فقالوا: هنيئاً مريئاً لك يا رسول
الله، قد بيَّن الله لك ماذا يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟
فنزلت: {لِيُدْخِلَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} حتى بلغ {فَوْزًا عَظِيمًا}.
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} حتى بلغ {فَوْزًا عَظِيمًا}.
وقال
ابن عباس: إن اليهود شمتوا النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين لما نزل قوله:
{وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ}
ابن عباس: إن اليهود شمتوا النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين لما نزل قوله:
{وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ}
وقالوا: كيف نتبع رجلاً لا
يدري ما يفعل به، فاشتد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى:
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا..} الآية.
يدري ما يفعل به، فاشتد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى:
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا..} الآية.
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} أي قد فتحنا لك يا محمد مكة فتحاً بيناً ظاهراً، وحكمنا لك بالفتح
المبين على أعدائك، والمراد بالفتح فتح مكة، وَعَدَهُ الله به قبل أن يكون، وذكره
بلفظ الماضي لتحققه، وكانت بشارة عظيمة من الله تعالى لرسوله وللمؤمنين.
المبين على أعدائك، والمراد بالفتح فتح مكة، وَعَدَهُ الله به قبل أن يكون، وذكره
بلفظ الماضي لتحققه، وكانت بشارة عظيمة من الله تعالى لرسوله وللمؤمنين.
قال
الزمخشري: هو فتح مكة، وقد نزلت مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مكة عام
الحديبية، وهو وعدٌ له بالفتح، وجيء به بلفظ الماضي على عادة ربّ العزَّة سبحانه في
أخباره، لأنها في تحققها وتيقنها بمنزلة الكائنة الموجودة، وفي ذلك من الفخامة
والدلالة على علو شأن الفتح ما لا يخفى
الزمخشري: هو فتح مكة، وقد نزلت مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مكة عام
الحديبية، وهو وعدٌ له بالفتح، وجيء به بلفظ الماضي على عادة ربّ العزَّة سبحانه في
أخباره، لأنها في تحققها وتيقنها بمنزلة الكائنة الموجودة، وفي ذلك من الفخامة
والدلالة على علو شأن الفتح ما لا يخفى
{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ
مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} أي ليغفر لك ربك يا محمد جميع ما فرط منك من
تَرْكِ الأَوْلَى.
مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} أي ليغفر لك ربك يا محمد جميع ما فرط منك من
تَرْكِ الأَوْلَى.
قال أبو السعود: وتسميتُه ذنباً بالنظر إِلى منصبه
الجليل،
الجليل،
وقال ابن كثير: هذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم التي لا يشاركه
فيها غيره، وفيه تشريفٌ عظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم إِذ هو أكمل البشر على
الإِطلاق، وسيدهم في الدنيا والآخرة، وهو في جميع أموره على الطاعة والبر
والاستقامة التي لم ينلها بشر سواه، لا من الأولين ولا من الآخرين، ولما كان أطوع
خلق الله بشره الله بالفتح المبين، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
فيها غيره، وفيه تشريفٌ عظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم إِذ هو أكمل البشر على
الإِطلاق، وسيدهم في الدنيا والآخرة، وهو في جميع أموره على الطاعة والبر
والاستقامة التي لم ينلها بشر سواه، لا من الأولين ولا من الآخرين، ولما كان أطوع
خلق الله بشره الله بالفتح المبين، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
{وَيُتِمَّ
نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} أي ويكمّل نعمته عليك بإِعلاء الدين ورفع مناره
نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} أي ويكمّل نعمته عليك بإِعلاء الدين ورفع مناره
{وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} أي ويرشدك إِلى الطريق القويم، الموصل
إِلى جنات النعيم، بما يشرعه لك من الدين العظيم
{وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا
عَزِيزًا} أي وينصرك الله على أعدائك نصراً قوياً منيعاً، فيه عزةٌ وغلبة، يجمع
لك به بين عز الدنيا والآخرة.
عَزِيزًا} أي وينصرك الله على أعدائك نصراً قوياً منيعاً، فيه عزةٌ وغلبة، يجمع
لك به بين عز الدنيا والآخرة.
نورة- عضو ذهبي
- الجنس : عدد المساهمات : 2150
21
تاريخ التسجيل : 24/08/2011
الموقع : مفاتيح الجنة
مواضيع مماثلة
» تفسير سورة الفتح من الآية 8إلى الآية 10
» تفسير سورة الفتح من الآية 4 إلى الآية 7
» تفسير سورة الفتح من الآية 11 إلى الآية 17
» تفسير سورة الفتح من الآية 20 إلى الآية 24
» تفسير سورة الفتح من الآية 28 إلى آخر السورة
» تفسير سورة الفتح من الآية 4 إلى الآية 7
» تفسير سورة الفتح من الآية 11 إلى الآية 17
» تفسير سورة الفتح من الآية 20 إلى الآية 24
» تفسير سورة الفتح من الآية 28 إلى آخر السورة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 31, 2018 1:57 am من طرف نورالايمان
» الأمل في حياة المؤمن
الثلاثاء نوفمبر 21, 2017 5:19 am من طرف نورالايمان
» منتدى انور ابو البصل الاسلامي يتشرف بانتسابكم اليه
الأربعاء أغسطس 13, 2014 9:41 pm من طرف انور ابو البصل
» اروع ما يمكن ان تشاهد وتسمع....سبحان الله
الأحد فبراير 02, 2014 1:12 pm من طرف سفيان الخزندار
» فاتبعوني الحلقة 6 - وسائل التعليم
الأربعاء سبتمبر 18, 2013 4:34 pm من طرف 3ahd
» فاتبعوني الحلقة 5 - تعامل النبي مع المرأة
الإثنين سبتمبر 16, 2013 6:36 pm من طرف 3ahd
» هل فكرنا يوما فى
السبت سبتمبر 14, 2013 3:48 pm من طرف 3ahd
» الحلقة 4 - اوقات مباركة
السبت سبتمبر 14, 2013 3:34 pm من طرف 3ahd
» كتاب الصلاة " بَابُ صفَة صَلاة النَّبي صلى الله عليه وسلم"
السبت سبتمبر 14, 2013 1:26 pm من طرف نورة