تفسير سورة الذاريات من الآية 15 إلى الآية 23
صفحة 1 من اصل 1
تفسير سورة الذاريات من الآية 15 إلى الآية 23
جزاء المؤمنين الأبرار
سبب نزول الآية (19):
{وَفِي أَمْوَالِهِمْ..}:
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن بن محمد بن الحنفية أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعث سرية، فأصابوا وغنموا، فجاء قوم بعدما فرغوا - لم
يشهدوا الغنيمة -،
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن بن محمد بن الحنفية أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعث سرية، فأصابوا وغنموا، فجاء قوم بعدما فرغوا - لم
يشهدوا الغنيمة -،
فنزلت: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}. قال ابن كثير: وهذا يقتضي أن هذه الآية مدنية، وليس كذلك، بل هي مكية شاملة لما بعدها. قال ابن عباس: إنه حق سوى الزكاة يصل به رَحماً، أو يَقْري به ضيفاً، أو يحمل به كَلاٍّ، أو يغني محروماً. وقال ابن العربي: لأن السورة مكية، وفرضت الزكاة بالمدينة.
ولما ذكر حال الكفار ذكر المؤمنين الأبرار فقال {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} أي هم في بساتين فيها عيون جاريةٌ، تجري فيها على نهاية ما يُتنزه به
{آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ} أي راضين بما أعطاهم ربهم من الكرامة والنعيم
{إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ} أي كانوا في دار الدنيا محسنين في الأعمال،
ثم ذكر طرفاً من إِحسانهم فقال {كَانُوا قَلِيلاًمِنَاللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} أي كانوا ينامون قليلاً من الليل ويصلُّون أكثره
قال الحسن: كابدوا قيام الليل لا ينامون منه إلا قليلاً {وبالأسْحَار هُم يَسْتغفرون} أي وفي أواخر الليل يستغفرون الله من تقصيرهم، فهم مع إِحسانهم يعدُّون أنفسهم مذنبين، ولذلك يكثرون الاستغفار بالأسحار
قال أبو السعود: أي هم مع قلة نومهم وكثرة تهجدهم يداومون على الاستغفار بالأسحار، كأنهم أسلفوا ليلهم باقتراب الجرائم، وهو مدح ثانٍ للمحسنين
{وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} مدحٌ ثالث أي وفي أموالهم نصيب معلوم قد أوجبوه على أنفسهم بمقتضى الكرم للسائل المحتاج، وللمتعفف الذي لا يسأل لتعففه
{وَفِي الأَرْضِءاياتٌ لِلْمُوقِنِينَ} أي وفي الأرض دلائل واضحة على قدرة الله سبحانه ووحدانيته للموقنين بالله وعظمته، الذين يعرفونه بصنعه
قال ابن كثير:
أي وفي الأرض من الآيات الدالة على عظمة خالقها وقدرته الباهرة، مما فيها
من صنوف النباتات والحيوانات، والجبال والقفار، والبحار، والأنهار،
واختلاف ألسنة الناس وألوانهم، وما بينهم من التفاوت في العقول والفهوم،
والسعادة والشقاوة، وما في تركيبهم من الخلق البديع،
أي وفي الأرض من الآيات الدالة على عظمة خالقها وقدرته الباهرة، مما فيها
من صنوف النباتات والحيوانات، والجبال والقفار، والبحار، والأنهار،
واختلاف ألسنة الناس وألوانهم، وما بينهم من التفاوت في العقول والفهوم،
والسعادة والشقاوة، وما في تركيبهم من الخلق البديع،
ولهذا قال بعده {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} أي وفي أنفسكمءاياتٌ وعبرٌ من مبدأ خلقكم إِلى منتهاه، أفلا تبصرون قدرة الله في خلقكم لتعرفوا قدرته على البعث؟
قال ابن عباس: يريد اختلاف الصور، والألسنة، والألون، والطبائع، والسمع والبصر والعقل إِلى غير لك من العجائب المودعة في ابن آدم
وقال قتادة: من تفكَّر في خلق نفسه عرف أنه إِنما خُلق ولُيّنت مفاصله للعبادة {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}
أي وفي السماء أسباب رزقكم ومعاشكم وهو المطر الذي به حياة البلاد
والعباد، وما توعدون به من الثواب والعقاب مكتوب كذلك في السماء
أي وفي السماء أسباب رزقكم ومعاشكم وهو المطر الذي به حياة البلاد
والعباد، وما توعدون به من الثواب والعقاب مكتوب كذلك في السماء
قال الصاوي: والآيةُ قُصد بها الامتنان والوعد والوعيد {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}
أي أُقسم بربِّ السماءِ والأرض إِن ما توعدون به من الرزق والبعث والنشور
لحقٌّ كائن لا محالة مثل نطقكم، فكما لا تشكون في نطقكم حين تنطقون فكذلك
يجب ألا تشكوا في الرزق والبعث
أي أُقسم بربِّ السماءِ والأرض إِن ما توعدون به من الرزق والبعث والنشور
لحقٌّ كائن لا محالة مثل نطقكم، فكما لا تشكون في نطقكم حين تنطقون فكذلك
يجب ألا تشكوا في الرزق والبعث
قال المفسرون:
وهذا على سبيل التشبيه والتمثيل أي رزقكم مقسوم في السماء كنطقكم فلا
تشكوا في ذلك، وهذا كقول القائل: هذا حق كما أنك ههنا، وهذا حقٌ كما أنك
ترى وتسمع، فالرزق مثل النطق لا يفارق الشخص في حالٍ من الأحوال
وهذا على سبيل التشبيه والتمثيل أي رزقكم مقسوم في السماء كنطقكم فلا
تشكوا في ذلك، وهذا كقول القائل: هذا حق كما أنك ههنا، وهذا حقٌ كما أنك
ترى وتسمع، فالرزق مثل النطق لا يفارق الشخص في حالٍ من الأحوال
وفي الحديث (لو أن أحدكم فرَّ من رزقه لتبعه كما يتبعه الموت).
نورة- عضو ذهبي
- الجنس : عدد المساهمات : 2150
21
تاريخ التسجيل : 24/08/2011
الموقع : مفاتيح الجنة
مواضيع مماثلة
» تفسير سورة الذاريات من الآية 24 إلى الآية 37
» تفسير سورة الذاريات من الآية 1 إلى الآية 14
» تفسير سورة الذاريات من الآية 38 إلى الآية46
» تفسير سورة الذاريات من الآية 48 إلى آخر السورة
» تفسير سورة الفتح من الآية 8إلى الآية 10
» تفسير سورة الذاريات من الآية 1 إلى الآية 14
» تفسير سورة الذاريات من الآية 38 إلى الآية46
» تفسير سورة الذاريات من الآية 48 إلى آخر السورة
» تفسير سورة الفتح من الآية 8إلى الآية 10
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 31, 2018 1:57 am من طرف نورالايمان
» الأمل في حياة المؤمن
الثلاثاء نوفمبر 21, 2017 5:19 am من طرف نورالايمان
» منتدى انور ابو البصل الاسلامي يتشرف بانتسابكم اليه
الأربعاء أغسطس 13, 2014 9:41 pm من طرف انور ابو البصل
» اروع ما يمكن ان تشاهد وتسمع....سبحان الله
الأحد فبراير 02, 2014 1:12 pm من طرف سفيان الخزندار
» فاتبعوني الحلقة 6 - وسائل التعليم
الأربعاء سبتمبر 18, 2013 4:34 pm من طرف 3ahd
» فاتبعوني الحلقة 5 - تعامل النبي مع المرأة
الإثنين سبتمبر 16, 2013 6:36 pm من طرف 3ahd
» هل فكرنا يوما فى
السبت سبتمبر 14, 2013 3:48 pm من طرف 3ahd
» الحلقة 4 - اوقات مباركة
السبت سبتمبر 14, 2013 3:34 pm من طرف 3ahd
» كتاب الصلاة " بَابُ صفَة صَلاة النَّبي صلى الله عليه وسلم"
السبت سبتمبر 14, 2013 1:26 pm من طرف نورة