تفسير سورة النجم من الآية 33 إلى الآية 54
صفحة 1 من اصل 1
تفسير سورة النجم من الآية 33 إلى الآية 54
توبيخ الوليد بن المغيرة لإعراضه عن اتباع الحق
سبب النزول:
سبب نزول الآيات (33 - 41):
قال
مجاهد وابن زيد فيما أخرجه الواحدي وابن جرير: نزلت في الوليد بن
المغيرة، وكان قد اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دينه، فعيَّره بعض
المشركين،
مجاهد وابن زيد فيما أخرجه الواحدي وابن جرير: نزلت في الوليد بن
المغيرة، وكان قد اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دينه، فعيَّره بعض
المشركين،
وقال: لِمَ تركتَ دين الأشياخ وضللتهم، وزعمت أنهم في النار؟ قال: إن
خشيت عذاب الله، فضمن له إن هو أعطاه شيئاً من ماله، ورجع إلى شِرْكه، أن
يتحمل عنه عذاب الله سبحانه وتعالى، فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له،
ثم بخل ومنعه، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
سبب نزول الآية (43):
{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}: أخرج الواحدي عن عائشة قالت: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم يضحكون،
فقال:لوتعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً، فنزل عليه جبريل عليه السلام بقوله: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} فرجع إليهم فقال: ما خطوت أربعين خطوة حتى أتاني جبريل عليه السلام، فقال: ائت هؤلاء، وقل لهم: إن الله عز وجل يقول: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضحَكَ وَأَبْكَى}.
{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى} أي أخبرني يا محمد عن هذا الفاجر الأثيم الذي أعرض عن الإِيمان واتباع الهدى؟
{وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى} أي وأعطى لصاحبه الذي عيَّره قليلاً من المال المشروط ثم بخل بالباقي
قال مجاهد: نزلت في الوليد بن المغيرة {أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى} أي أعنده علمٌ بالأمور الغيبية حتى يعلم أن صاحبه يتحمل عنه العذاب؟
{أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى} أي لم يُخبر بما في التوراة المنزلة على موسى
{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} أي وبما في صحف إبراهيم الذي تمَّم ما أُمر به من طاعة الله وتبليغ رسالته، على وجه الكمال والتمام
قال الحسن: ما أمره الله بشيء إِلا وفّى به كقوله تعالى {وإِذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلماتٍ فأتمهنَّ}
{أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أي أن لا تحمل نفسٌ ذنب غيرها، ولا يؤاخذ أحدٌ بجريرة غيره، والآية ردٌّ على من زعم أنه يتحمل العذاب عن غيره كقوله تعالى {وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتَّبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم}
{وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى} أي وأنه ليس للإِنسان إِلا عمله وسعيه قال ابن كثير: أي كما لا يُحمل عليه وزرُ غيره، كذلك لا يحصل له من الأجر إِلا ما كسب هو لنفسه
{وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} أي وأن عمله سيُعرض عليه يوم القيامة، ويراه في ميزانه
قال الخازن: وفي الآية بشارة للمؤمن، وذلك أن الله تعالى يريه أعماله الصالحة ليفرح بها، ويحزن الكافر بأعماله الفاسدة فيزداد غماً
{ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى} أي ثم يُجزى بعمله الجزاء الأتم الأكمل، وهو وعيدٌ للكافر ووعدُ للمؤمن
{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} أي إِليه جل وعلا المرجع والمآب والمصير فيعاقب ويثيب ..
ثم شرع تعالى في بيان آثار قدرته فقال {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} أي هو الذي خلق الفرح والحزن، والسرور والغم، فأضحك في الدنيا من أضحك، وأبكى من أبكى
قال مجاهد: أضحك أهل الجنة وأبكى أهل النار {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا}
أي خلق الموت والحياة فهو جل وعلا القادر على الإِماتة والإِحياء لا
غيره، ولهذا كرر الإِسناد "هو" لبيان أن هذا من خصائص فعل الله
أي خلق الموت والحياة فهو جل وعلا القادر على الإِماتة والإِحياء لا
غيره، ولهذا كرر الإِسناد "هو" لبيان أن هذا من خصائص فعل الله
{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} أي أوجد الصنفين الذكر والأنثى من أولاد آدم ومن كل حيوان
قال الخازن:
والغرض أنه تعالى هو القادر على إِيجاد الضدين في محل واحد: الضحك
والبكاء، والإِحياء والإِماتة، والذكر والأنثى، وهذا شيء لا يصل إِليه فهم
العقلاء ولا يعلمونه، وإِنما هو بقدرة الله تعالى وخلقه لا بفعل الطبيعة،
وفيه تنبيه على كمال قدرته، لأن النطفة شيء واحد خلق الله منها أعضاء
مختلفة، وطباعاً متباينة، وخلق منها الذكر والأنثى، وهذا من عجيب صنعته
وكمال قدرته،
والغرض أنه تعالى هو القادر على إِيجاد الضدين في محل واحد: الضحك
والبكاء، والإِحياء والإِماتة، والذكر والأنثى، وهذا شيء لا يصل إِليه فهم
العقلاء ولا يعلمونه، وإِنما هو بقدرة الله تعالى وخلقه لا بفعل الطبيعة،
وفيه تنبيه على كمال قدرته، لأن النطفة شيء واحد خلق الله منها أعضاء
مختلفة، وطباعاً متباينة، وخلق منها الذكر والأنثى، وهذا من عجيب صنعته
وكمال قدرته،
ولهذا قال {مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى} أي خلق الذكر والأنثى من نطفةٍ إِذا تدفقت من صلب الرجل، وصُبّت في رحم المرأة
{وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى} أي وأن عليه جل وعلا إِعادة خلق النَّاس للحساب والجزاء، وإِحياؤهم بعد موتهم
قال أبو حيّان: لما كانت0 هذه النشأة ينكرها الكفار بولغ فيها بقوله تعالى {عليه} كأنه تعالى أوجب ذلك على نفسه
{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} أي أغنى من شاء، وأفقر من شاء
وقال ابن عباس: أعطى فأرضى، أغنى الإِنسان ثم رضاه بما أعطاه
{وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} أي هو ربُّ الكوكب المضيء المسمَّى بالشعرى الذي كانوا يعبدونه
قال أبو السعود: أي هو رب معبودهم وكانت خزاعة تعبدها، سنَّ لهم ذلك رجلٌ من أشرافهم هو "أبو كبشة"
{وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى}
أي أهلك قوم عاد القدماء الذين بُعث لهم نبيُّ الله "هود" عليه السلام،
وكانوا من أشد الناس وأقواهم، وأعتاهم على الله وأطغاهم، فأهلكهم الله
بالريح الصرصر العاتية
أي أهلك قوم عاد القدماء الذين بُعث لهم نبيُّ الله "هود" عليه السلام،
وكانوا من أشد الناس وأقواهم، وأعتاهم على الله وأطغاهم، فأهلكهم الله
بالريح الصرصر العاتية
قال البيضاوي: سميت عاداً الأولى أي القدماء لأنهم أُولى الأمم هلاكاً بعد قوم نوح عليه السلام
{وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى} أي وثمود دمَّرهم فلم يُبق منهم أحداً
{وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ} أي وقوم نوح قبل عادٍ وثمود أهلكناهم
{إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} أي كانوا أظلم من الفريقين، وأشد تمرداً وطغياناً ممن سبقهم،
قال أبو حيّان: كانوا في غاية العتو والإِيذاء لنوح عليه السلام، يضربونه حتى لا يكاد يتحرك، ولا يتأثرون بشيء مما يدعوهم إِليه
قال قتادة:
دعاهم ألف سنة إِلا خمسين عاماً، كلما هلك قرن نشأ قرن، حتى كان الرجل
يأخذ بيد ابنه يتمشى به إِلى نوح ليحذره منه ويقول له: يا بني إِن أبي مشى
بي إِلى هذا وأنا مثلك يومئذٍ فإِياك أن تصدقه، فيموت الكبير على الكفر،
وينشأ الصغير على بغض نوح
دعاهم ألف سنة إِلا خمسين عاماً، كلما هلك قرن نشأ قرن، حتى كان الرجل
يأخذ بيد ابنه يتمشى به إِلى نوح ليحذره منه ويقول له: يا بني إِن أبي مشى
بي إِلى هذا وأنا مثلك يومئذٍ فإِياك أن تصدقه، فيموت الكبير على الكفر،
وينشأ الصغير على بغض نوح
{وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى} أي وقرى قوم لوط أهواها فأسقطها على الأرض بعد أن انقلبت بهم فصار عاليها سافلها، وذلك أن جبريل رفعها إلى السماء ثم أهوى بها
{فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} أي فغطَّاها من فنون العذاب ما غطَّى، وفيه تهويل للعذاب وتعميمٌ لما أصابهم منه
والمؤتفكة هي مدائن قوم لوط، سميت بذلك لأنها انقلبت بأهلها، رفعها جبريل
عليه السلام ثم أهوى بها إِلى الأرض، ثم أمطرت عليهم حجارة من سجيل منضود
فذلك قوله {فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى}
نورة- عضو ذهبي
- الجنس : عدد المساهمات : 2150
21
تاريخ التسجيل : 24/08/2011
الموقع : مفاتيح الجنة
مواضيع مماثلة
» تفسير سورة النجم من الآية 1 إلى الآية 18
» تفسير سورة النجم من الآية 19 إلى الآية 32
» تفسير سورة النجم من الآية 55 إلى آخر الصورة
» تفسير سورة الفتح من الآية 8إلى الآية 10
» تفسير سورة الرحمن من الآية 1 إلى الآية 13
» تفسير سورة النجم من الآية 19 إلى الآية 32
» تفسير سورة النجم من الآية 55 إلى آخر الصورة
» تفسير سورة الفتح من الآية 8إلى الآية 10
» تفسير سورة الرحمن من الآية 1 إلى الآية 13
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يوليو 31, 2018 1:57 am من طرف نورالايمان
» الأمل في حياة المؤمن
الثلاثاء نوفمبر 21, 2017 5:19 am من طرف نورالايمان
» منتدى انور ابو البصل الاسلامي يتشرف بانتسابكم اليه
الأربعاء أغسطس 13, 2014 9:41 pm من طرف انور ابو البصل
» اروع ما يمكن ان تشاهد وتسمع....سبحان الله
الأحد فبراير 02, 2014 1:12 pm من طرف سفيان الخزندار
» فاتبعوني الحلقة 6 - وسائل التعليم
الأربعاء سبتمبر 18, 2013 4:34 pm من طرف 3ahd
» فاتبعوني الحلقة 5 - تعامل النبي مع المرأة
الإثنين سبتمبر 16, 2013 6:36 pm من طرف 3ahd
» هل فكرنا يوما فى
السبت سبتمبر 14, 2013 3:48 pm من طرف 3ahd
» الحلقة 4 - اوقات مباركة
السبت سبتمبر 14, 2013 3:34 pm من طرف 3ahd
» كتاب الصلاة " بَابُ صفَة صَلاة النَّبي صلى الله عليه وسلم"
السبت سبتمبر 14, 2013 1:26 pm من طرف نورة